سيرة الفقيه الليث بن سعد
من هو الليث بن سعد؟ في هذا المقال إن شاء الله سنعرض سيرة الشيخ والإمام الليث بن سعد وحياته بشكل مختصر و بالتركيز على أهم النقاط كي يتسنى للقارئ معرفة هذه الشخصية الاسلامية دون التيه في تفاصيل ثنايا حياته ومساره الطويل.
من هو الليث بن سعد؟
الليث بن سعد، اسمه أبو الحارث الليث بن سعد بن عبد الرحمن، هو شيخ وإمام أهل مصر في مجال الفقه والحديث، وتميز بحسن أخلاقه وطيبة روحه، كما كان شخصا ذا ثقةً ومحترما من الجميع[1]الطبقات الكبرى لابن سعد الجزء 7 الصفحة 517
ولِد الليث بن سعد في إحدى قرى محافظة القليوبية بمصر عام 94 [2]سير أعلام النبلاء للذهبي الجزء 8 الصفحة 136 .
عاش طفولته هناك ونشأ طالبًا للعلم منذ نعومة أظافره، وقد كان الليث بن سعد حريصًا بعد أن بدأ يكبر على أن يتلقى علمه من الشيوخ وكبار العلماء، ولذلك طاف أرجاء مصر طلباً للعلم.
الليث بن سعد الملقب الفقيه الانسان
لقد أثنى كبار العلماء على خلق الليث بن سـعد وعلى نبوغه وعلمه، وشهدوا له، وقد كانت له أقوال ثابتة في كل قضايا عصره، فعرف بمُسارعته لنصرة الحق وثباته ثباتَ الشجعان على كلمة الفصل، ولم يكن يخشى في قول الحق لومة لائم.
وبالموازاة مع نبوغه وتفقّهه في الدين، كان الليث بن سعد شخصا معطاءً سخياً كريما، وقد عُرفت عنه هذه الخصلة الحميدة واشتهر بها، فقد قال عنه قتيبة بن سعيد:
” كان اللَّيْث بن سعدٍ يركب في جميع الصلوات إلى الجامع، ويتصدق كل يومٍ على ثلاثمائة مسكينٍ”[3]ابن عساكر، تاريخ دمشق، الجزء 50، الصفحة 374
وقال منصور بن عمار في كرمه:
“أتيت الليث فأعطاني ألف دينار، وقال: صن بهذه الحكمة التي آتاك الله تعالى”. وجاءت امرأة إلى الليث فقالت: يا أبا الحارث، إن ابنًا لي عليلٌ، واشتهى عسلاً. فقال: “يا غلام، أعطها مِرْطًا من عسل”. والمرط: عشرون ومائة رطل[4]ابو النعيم، حلية الأولياء، الجزء 7، الصفحة 319.
طالع ايضا: من هو ابن عثيمين؟
شيوخ الليث بن سعد وتلامِذته
أسلفنا القول أن الليث بن سعـد قد طاف أرجاء مصر مبكراً طلبا للعلم وسعى بين الدروب لتلقي ما تستطيع سليقته الاحتفاظ به، ووجب القول أنه لم يحتفظ بعلمه لنفسه بل شاركه وقاسمه مع آخرون، وتلاميذه هم أيضاً أضحوا أصحاب شأن عظيم.
شيوخ الليث بن سعد
تلقى الفقيه ليث بن سعد عِلمه عن عدد لا يحصى من كبار الشيوخ، فنَهَمُه في تحصيل العلم كان كبيرا لذلك ما فتئ ينتقل بين أهل العلم كي يحصل على أكبر قدر ممكن من العلم.
فقد قيل أنه أدرك نيفا وخمسين تابعياً، ومن بين الشيوخ الذين تتلمذ على يدهم هناك: [5]الذهبي، سير أعلام النبلاء، الجزء 8 الصفحة 138
- عطاء بن أبي رباحٍ.
- ابن أبي مليكة.
- نافع مولى عبد الله بن عمر.
- سعيد بن أبي سعيدٍ المقبري.
- الحارث بن يزيد الحضرمي.
- خالد بن يزيد، أبو الزناد.
- صفوان بن سليمٍ.
- قتادة بن دعامة.
تلامذة الليث بن سعد
تتلمذ على يد الليث بن سعد عدد كبير من الفقهاء، من بينهم:[6]الذهبي، سير أعلام النبلاء، الجزء 8 الصفحة 139
- أحمد بن يونس.
- شعيب بن اللَّيْث – ابنه.
- عبد الله بن عبدالحكم.
- منصور بن سلمة.
- يونس بن محمدٍ.
- عبد الله بن يوسف يحيى بن يحيى اللَّيْثي.
هنا: سيرة ابن سيرين وسيرته
طالع ايضا: من هو ابن عثيمين؟
أشهر مؤلفات الليث بن سعد
غاص الفقيه الليث بن سعد في تحصيل العلم ونقله وتعليمه لتلاميذه، وراكَم علما غزيراً لم يصل لأيدينا للأسف سوى بعض الشذرات مما نُقل من علمه.
ومن الأمثلة هناك كتاب :
- «عشرة أحاديث من الجزء الأول المنتقى والثاني من حديث الليث» والذي ضُمِّن في كتاب «الفوائد» لابن منده.
- «جزء فيه مجلس من فوائد الليث بن سعد»
شهادات في حق الليث
أثنى عدد من العلماء على الليث بن سعد وأشادوا به وبمساره، فقد قال روى أبو نعيم عن حرملة بن يحيى، أنه قال:
“سمعت الشافعي يقول: اللَّيْث بن سعدٍ أتبع للأثر من مالك بن أنسٍ” [7]ابو النعيم، حلية الأولياء الجزء 7، الصفحة 319.
وقال عنه أحمد بن حنبل:
“اللَّيْث بن سعدٍ كثير العلم، صحيح الحديث” [8]الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، الجزء 14، الصفحة 524.
وقال يحيى بن معينٍ وهو إمام الجرح والتعديل:
“اللَّيْث بن سعدٍ ثقةٌ” [9]ابن عساكر، تاريخ دمشق، الجزء 50، الصفحة 364.
و قال شرحبيل بن جميلٍ:
“أدركت الناس أيام الخليفة هشام بن عبد الملك، وكان اللَّيْث بن سعدٍ حدث السن، وكان بمصر عبيد الله بن أبي جعفرٍ، وجعفر بن ربيعة، والحارث بن يزيد، ويزيد بن أبي حبيبٍ، وابن هبيرة، وإنهم يعرفون لليث فضله وورعه وحسن إسلامه عن حداثة سنه” [10]الذهبي، سير أعلام النبلاء، الجزء 8، الصفحة 146.
قد يعجبك: الشيخ ابن شاهين وحياته
وفاة الليث بن سعد
بعد مسيرة طويلة مليئة بالتقوى والأخلاق الحميدة والاستفادة العلمية والإفادة الكثيرة، سلَّم الليث بن سعد الروح لبارئها يوم الجمعة 15 من شهر شعبان لسنة 175 للهجرة[11]الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، الجـزء 14، الصـفحة 524، وقد قال خالد بن عبد السلام الصدفي في وصفه لجنازة الشيخ بن سعد:
“شهدت جنازة الليث بن سعد مع والدي، فما رأيت جنازة قَطُّ أعظم منها، رأيت الناس كلهم عليهم الحزن، وهم يعزِّي بعضهم بعضًا، ويبكون؛ فقلت: يا أبتِ، كأنَّ كل واحد من الناس صاحب هذه الجنازة. فقال: يا بُنيَّ، لا ترى مثله أبدًا”[12]ابن عساكر، تاريخ دمشق، الجـزء 50، الصـفحة 377.
رحم الله الليث بن سعد ونفع الأمة بعلمه، آمين يا رب العالمين.
قد يهمك: من هو الامام ابن باز
اقرأ ايضا: ترجمة الامام مالك
مرجعي ــ شخصيات اسلامية
لا خير في أمة لا تكتب عن عظمائها، لا خير في امة نست رجالاتها و كبارها.
المصادر
↑1 | الطبقات الكبرى لابن سعد الجزء 7 الصفحة 517 |
---|---|
↑2 | سير أعلام النبلاء للذهبي الجزء 8 الصفحة 136 |
↑3 | ابن عساكر، تاريخ دمشق، الجزء 50، الصفحة 374 |
↑4 | ابو النعيم، حلية الأولياء، الجزء 7، الصفحة 319 |
↑5 | الذهبي، سير أعلام النبلاء، الجزء 8 الصفحة 138 |
↑6 | الذهبي، سير أعلام النبلاء، الجزء 8 الصفحة 139 |
↑7 | ابو النعيم، حلية الأولياء الجزء 7، الصفحة 319 |
↑8 | الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، الجزء 14، الصفحة 524 |
↑9 | ابن عساكر، تاريخ دمشق، الجزء 50، الصفحة 364 |
↑10 | الذهبي، سير أعلام النبلاء، الجزء 8، الصفحة 146 |
↑11 | الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، الجـزء 14، الصـفحة 524 |
↑12 | ابن عساكر، تاريخ دمشق، الجـزء 50، الصـفحة 377 |
2 تعليقات