الحمى القرمزية هي عدوى بكتيرية كانت من أكثر الأمراض شيوعًا وشدة على مدار التاريخ، ولكنها الآن أصبحت قابلة للعلاج، ولكن بالرغم من ذلك فيمكن أن تتسبب في مشاكل صحية كثيرة تضر المصاب إذا ترك دون علاج، لذا دعونا نوضح لكم ما هي الحمى القرمزية وأسبابها وكيفية علاجها وتجنبها.
جدول المحتويات
ما هي الحمى القرمزية
الحمى القرمزية هي مرض يظهر به الطفح الجلدي بلون وردي، ويصيب الأطفال بشكل رئيسي، وإذا ترك دون علاج فسيؤدي إلى مضاعفات خطيرة، فكان في السابق مرضًا خطيرًا إذا أصاب الأطفال ولكن بتقدم الطب ساعدت المضادات الحيوية على القضاء على مخاطره وجعلته أقل تهديدًا، ومع ذلك لا تزال تحدث حالات تفشي لهذا المرض بشكل عرضي وكبيرة.
الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 15 عامًا أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض عن غيرهم من الفئات العمرية الأخرى، حيث تحدث حوالي 80% من الحالات عند الأطفال دون سن الـ10 سنوات.
اقرأ أيضًا: 7 أنواع من الصدفية وطرق علاجها دوائيًا ومنزليًا
أعراض الحمى القرمزية
تظهر العلامات والأعراض بشكل عام في غضون يوم إلى أربعة أيام من بعد الإصابة الأولية، وعادة ما تكون الأعراض الأولى كالتالي:
- احمرار والتهاب في الحلق مع وجود بقع بيضاء وصفراء في بعض الأحيان.
- الإصابة بالحمى مع درجة حرارة 38.3 درجة مئوية أو أعلى مع قشعريرة في الكثير من الأحيان.
- ظهور طفح جلدي بعد 12 إلى 48 ساعة من ظهور الأعراض الأولى.
- ظهور بقع حمراء على الجلد وتتحول إلى اللون الوردي يشبه حروق الشمس، ويجعل ملمس الجلد خشنًا أقرب لملمس أوراق الصنفرة.
- انتشار الطفح الجلدي في الأذنين والرقبة والمرفقين والفخذين والأربية والصدر وأجزاء أخرى من الجسم.
- عادة لا تظهر هذه الحمى على الوجه ولكن قد يظهر احمرار بخدي المريض، وشحوب المنطقة المحيطة بالفم.
- إذا ضغط على الجلد المصاب فسيتحول لون الطفح الجلدي إلى اللون الأبيض.
عادة ما يتلاشى الطفح الجلدي بعد حوالي 6 أيام من ظهور الأعراض، وفي الحالات الأكثر اعتدالا يكون الطفح الجلدي هو العرض الوحيد للإصابة بهذه الحمى، وتشمل الأعراض المحتملة الأخرى ما يلي:
- صعوبة في البلع.
- الشعور بالتوعك.
- صداع بالرأس.
- الغثيان والقيء وفقدان الشهية وآلام البطن.
- الإصابة بخطوط باستيا والتي هي عبارة عن خطوط وردية على الجلد ويمكن أن تظل متواجدة على الجلد بعد شفاء المريض.
- تورم بالغدد الليمفاوية أو غدد الرقبة وتصبح حساسة للغاية عند ملامستها.
- تتكون طبقة بيضاء على اللسان ومن ثم تتقشر تلك الطبقة مما يترك اللسان أحمرًا ومتورمًا.
- الإصابة بآلام شديدة في العضلات أو القيء أو الإسهال ولكنها أعراض نادرة مقارنة بالبقية.
- تقشر جلد اليدين والقدمين لمدة تصل إلى 6 أسابيع بعد زوال الطفح الجلدي.
مضاعفات الإصابة بالحمى القرمزية
لن يعاني معظم الأشخاص من مضاعفات بسبب الإصابة بهذه الحمى، ولكن يمكن أن يحدث بعض مما يلي:
- الإصابة بعدوى في الأذن كالتهاب الأذن الوسطى على سبيل المثال.
- الإصابة بالتهاب رئوي.
- ظهور خراج في الحلق.
- التهاب الجيوب الأنفية.
- التهاب الكلى، وذلك بسبب الاستجابة المناعية للبكتيريا العقدية المقيحة التي أشرنا إليها، وربما يصاب المريض بمرض الكلى المزمن.
- الحمى الروماتيزمية.
- التهابات الجلد.
هنالك أيضًا بعض المضاعفات الأخرى ولكنها نادرة الحدوث للغاية، مثل:
- الفشل الكلوي الحاد.
- التهاب السحايا، وهو التهاب في الأغشية المحيطة بالمخ والنخاع الشوكي.
- التهاب اللفافة الناخر، وهو مرض خطير يتسبب في تآكل لحم المريض.
- متلازمة الصدمة التسممية.
- التهاب الشغاف، وهي عدوى تصيب البطانة الداخلية للقلب.
- الإصابة بالتهاب العظم والنقي، وهي عدوى تصيب نخاع العظام والعظام نفسها.
أسباب وتشخيص الحمى القرمزية
تتسبب البكتيريا العقدية المقيحة من المجموعة (أ) في مرض الحمى القرمزية، وهي كما أوضحنا السبب كذلك في الإصابة بالتهاب والحلق، والوضع ذاته مع الحمى الروماتيزمية، كما تنتشر هذه الحمى من خلال التلامس أو التواصل عن قرب مع أي شخص مصاب بهذه البكتيريا.
إذا كنت تعتقد أنك مصاب بالحمى القرمزية فعليك أن تتصل بالطبيب الخاص بك فورًا، ليقوم بإجراء فحص بدني ومراجعة الأعراض التي أصبت بها، كما سيقوم أيضًا بمسح حلقك أو القيام بفحص الدم للتحقق من وجود عدوى بكتيرية.
كيفية علاج الحمى القرمزية
تختفي معظم الأعراض الطفيفة من الحمى القرمزية من تلقاء نفسها في غضون أسبوع دون علاج، ولكن بالرغم من ذلك فإن العلاج مهم؛ لأنه سيسرع من عملية الشفاء ويقلل من خطر حدوث مضاعفات، وعادة ما يتضمن العلاج تناول مضادات حيوية تؤخذ عن طريق الفم لمدة 10 أيام، وفي الأغلب يكون المضاد الحيوي هو البنسلين، أما عن المرضى الذين لديهم حساسية من البنسلين قد يأخذون الإريثرومايسين أو مضاد حيوي آخر بدًلا منه،
عادة ما تستمر الحمى في غضون 12 إلى 24 ساعة من تناول أول دواء مضاد حيوي، وعادة ما يتعافى المرضى من 4 إلى 5 أيام بعد بدء العلاج، لذا فمن المهم أن تأخذ الجرعة الكاملة من المضاد الحيوي، حتى لو اختفت الأعراض قبل أن تنتهي، فهذا الأمر ضروري للتخلص من العدوى وتقليل خطر الإصابة باضطرابات ما بعد الطفح الجلدي.
يكف المريض عن كونه معديًا بمجرد مرور 24 ساعة من بدء تناوله للمضادات، ولكن يجب أن يبقى في المنزل حتى انتهاء الجرعة الكاملة التي حددها الطبيب، كما أنك إذا كنت مريضًا ولم تبدأ في الشعور بالتحسن في غضون 24 إلى 48 ساعة بعد بدء العلاج بالمضادات الحيوية فيجب عليك الاتصال بالطبيب.
شاهد أيضًا: طرق علاج حساسية الجلد بأنواعها ال 4 الشهيرة والوقاية منها
كيفية الحد من الأعراض في المنزل
عند متابعة العلاج بالمضادات الحيوية يمكن أن تساعد بعض الاستراتيجيات الأخرى في تخفيف الأعراض، فمن المهم شرب الكثير من السوائل، خاصة إذا لم تكن لدى المريض شهية، كما يجب أن يبقى ببيئة باردة بعيدًا عن الشمس، يمكن أيضًا أن يساعد التايلينول أو الأسيتامينوفين في تخفيف الأوجاع والآلام وتقليل الحمى، كذلك يمكن لغسول الكالامين المساعدة في تقليل الحكة.
كيفية تجنب الإصابة بالحمى القرمزية
هنالك أكثر من طريقة يمكنها أن تساعد في منع المريض من نقل العدوى لغيره، وأفضل تلك الطرق ما يلي:
- عزل المريض وإبعاده عن الآخرين، بما في ذلك منعه من الذهاب إلى المدرسة ومخالطة أسرته أو أصدقائه.
- غسل أي مناشف يقوم المريض باستخدامها والتخلص من المناديل فورًا.
- غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون من بعد أي تعامل مع ما يستخدمه المريض أو ملامسته.
- عدم مشاركة الأكواب أو الأطباق مع المريض.
- يجب أن يغطي المريض أنفه وفمه إذا عطس أو سعل باستخدام المنديل أو العطس والسعال داخل الكوع.
المراجع
- https://www.healthline.com/health/scarlet-fever#other-symptoms
- https://familydoctor.org/condition/scarlet-fever/
- https://www.healthlinkbc.ca/illnesses-conditions/infectious-diseases/scarlet-fever
- https://dermnetnz.org/topics/scarlet-fever