ابن عثيمين… من هو ابن عثيمين ؟

سيرة الشيخ ابن عثيمين

 

من هو ابن عثيمين ؟

ابن عثيمين رحمه الله هو صاحب الفضيلة العالم الشيخ العلامة المحقِّق. هو فقيه و مفسِّر، ورع زاهد، اسمه الكامل هو محمد بن صالح ابن محمد ابن سليمان ابن عبد الرحمن آل عثيمين، و هو من الوهبة التابع لــ بني تميم.

وُلِد الشيخ بن عثيمين في ليلة السابع و العشرين من شهر رمضان المعظم لعام 1347هـ، في إحدى مدن القصيم (التي تدعى عنيزة) في المملكة العربية السعودية.

مسار ابن عثيمين باقتضاب

في بدايات حياته، قام والده بالحاقه ليتعلَّم القرآن الكريم و يتمدرس فيه عند المعلِّم عبد الرحمن بن سليمان الدامغ رحمه الله، عند جدِّه (من جهة الأم)، و هناك تعلَّم الكتابة و الحساب  و المجال الأدبي عند مدرسة الأستاذ عبد العزيز بن صالح الدامغ.

و كان ذلك قبل أن يلتحق ابـن عثيمين بمدرسة المعلِّم علي بن عبد الله الشحيتان، و هناك حَفِظ القرآن الكريم كاملا عنده حفظا متقنا و عن ظهر قلب، و كان لم يتجاوز حتى الرابعة عشرة من عمره بعد!.

و بعد ذلك و بمساعدة من الله و بتوجيهٍ منه، اكثَر و اجتهد و ثابر في طلب العلم الشرعي،  و قد علم و أدرك إدراكا من العلم في التوحيد و الفقه و النحو و غير ذلك.

و يعتبر الشيخ العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي شيخَه الأساسي و الأوَّل؛ حيث أخذ عنه و منه العلم، و تأثَّر بمنهجه و تأصيله، و بطريقة تدريسه و تعامله، و اتِّباعه للدليل.

و كلما مضت الايام و الشهور، زاد اتقانه للعلوم الشرعية و تَــفَــقُّـهـه في الدين اكثر فأكثر.

 تعرف ايضا على العلّامة ابن باز

تدريس ابن عثيمين

لقد لاحظ و توسَّم فيه شيخه النَّجابة و سرعة تحصيله العلمي فشجَّعه على التدريس و هو ما يزال طالبًا في حلقته و دروسه، فبدأ بذلك التدريس سنة 1370هـ في الجامع الكبير بـ “عنيزة”.
ولمـَّا تخرَّج ابن عثيمين من المعهد العلمي في الرياض تم تعيينه مدرِّسًا في المعهد العلمي بــ “عنيزة” سنة 1374هـ.

ثم و في سنة 1376هـ تُوفي شيخه الامام عبد الرحمن بن ناصر السعدي، و بذلك تولَّى بعده إمامة الجامع الكبير في منطقة عنيزة، و إمامة العيدين فيها، و حتى التدريس في مكتبة “عنيزة الوطنية التابعة للجامع”، و هذه المكتبة كانت من تأسيس شيخه سنة 1359هـ.

و بعدما كثر الطلبة، و صارت المكتبة غير قادرة على استيعابهم، بدأ الشيخ التدريس في مسجد الجامع نفسه، و اجتمع عليه الطلبة و جاؤوه من كلّ فج عميق، و توافدوا عليه من كل ارجاء المملكة، حتى كانوا في بعض الاحيان يبلغون مئات الطلبة في بعض الحصص و الدروس. و بقي إمامًا و مدرسًا و خطيبًا إلى غاية وفاته رحمة الله تعالى عليه.

ظل الشيخ ابن عثيمين مدرِّسًا في المعهد العلمي من سنة 1374هـ إلى غاية سنة 1398هـ لما انتقل إلى التدريس في كلية الشريعة و أصول الدين بــ القصيم التابعة لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، و ظلَّ أستاذًا فيها إلى غاية وفاته.

و كان ييشتغل في التدريس في المسجد الحرام و المسجد النبوي في رمضان و مواسم الحج و الإجازات الصيفية منذ سنة 1402هـ، إلى غاية وفاته.

و عرف عن الشيخ ابن عثيمين تميزه بأسلوب تعليمي تلقيني مميز و فريد في جودته و كفاءته، حيث انه يميل لمناقشة طلَّابه و تقبل كافة أسئلتهم، و كان يُلقي دروسه و محاضراته بهمَّةٍ عاليةٍ و نفسٍ واثقة مطمئنَّةٍ . جزاه الله خير الجزاء.

آثار ابن عثيمين العلمية

ظهرت الجهود العظيمة للشيخ ابن غثيمين خلال أكثر من خمسين عامًا من الخدمة و العطاء و الاجنهاد في نشر العلم و الوعظ و التدريس و التوجيه و الإرشاد و إلقاء المحاضرات و الدعوة إلى الله سبحانه و تعالى.

و قد اهتمَّ ابن عثيمين بالتأليف و تحرير الفتاوى و صدرت له العشرات من المؤلفات و الكتب و الرسائل و المقالات و المحاضرات و الخطب و الفتاوى و اللقاءات.

 تعرف ايضا على العلّامة ابن باز

و يُعَدُّ العلامة ابن عثيمين ــ رحمه الله تعالى ــ من الراسخين في العلم، و من الذين أعطاهم و وهبهم الله تأصيلًا و قدرة عظيمة في معرفة الدليل و اتباعه و استنباط الأحكام و الفوائد من الكتاب والسنّة، و كذا سبر أغوار اللغة العربية من ناحية المعانِي و الإعراب و البلاغة.

و قد أحبه الناس لِما تحلَّى به من مواصفات و سمات العلماء الأجلاء و أخلاقهم الطيبة الحميدة و على جمعه بين العلم و العمل.

فتوى ابن عثيمين في حكم تعليق التمائم

أعمال ابن عثيمين  

بالاضافة الى جهوده المثمرة في ميدان التدريس و التأليف و الخطابة و الإمامة و الإفتاء و الدعوة إلى الدين، كان لفضيلة الشيخ ابن عثيمين أعمالٌ عديدة نعرض بعضا منها:

مؤلفات ابن عثيمين

 تعرف ايضا على العلّامة ابن باز

وفاة ابن عثيمين رحمة الله عليه

تُوفي الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله في مدينة جدّة في الساعات الاخيرة من نهار يوم الأربعاء الخامس عشر من شوال لسنة 1421هـ. و قد صُلِّي عليه في المسجد الحرام بعد صلاة العصر ليوم الخميس، ثم شُيّع بعدها من آلاف المصلّين و الأشخاص و الحشود التي عشقت هذا الامام، في مشاهد جنائزية مؤثرة، و تم دفنه في مكة المكرمة.

كما صُلِّي عليه صلاة الغائب في جميع مساجد مدن المملكة العربية السعودية.

مرجعي ــ شخصيات اسلامية

لا خير في أمة لا تكتب عن عظمائها، لا خير في امة نست رجالاتها و كبارها.

من خَلّفَ وراءه ارثا كبيرا فهو لم يمت، بل سيقى خالداً أبد الدهر. و هذا هو الخلود الذي يسعى اليه دوما بنو البشر. لكن قلة فليلة منهم من عرفت سرّه.

عظماء الأمم هم مفكرُّوها، كتابها، علماؤها، كبارها، و كل من قدموا فائدة للناس سواء في حيواتهم الدنيوية أو الدينية الاخروية.

موقع مرجعي يراهن على ان يكون مرجعا موثوقا لمن يبحث عن سير كبار هذه الأمة فيما يتعلق بدينها. من أناروا درب الناس و حموا الدين و حرصوا على تبليغه و جعل السلسلة مستمرة لا منقطعة.

أعلام و شخصيات الاسلام، نشأتهم حياتهم اسهاماتهم و ما قيل في حقهم هو ما سيكون في هذا القسم، عازمين كل العزم على الحياد، و الاصطفاف على مسافة واحدة من المؤيدين و المخالفين لهؤلاء الأعلام و العلماء.

و نفعنا الله و إياكم بخير ما في هذا الباب من أجــرٍ و نِعمٍ و فضلٍ كثير.

شخصيات اسلامية ـ مرجعي
Exit mobile version