الامام ابو حنيفة والمذهب الحنفي

من هو ابو حنيفة؟ بما أنه مبدئياً يعد ابو حنيفة من كبار الشخصيات الاسلامية التي يتكرر ذكرها، دون أن يُعرف عنها أشياء كثيرة، وجب الحديث عنه والتعريف به. وفي هذا المقال سنحاول كشف أهم ما يمكن معرفته حول هذه الشخصية الإسلامية التاريخية الكبيرة.

من هو الامام ابو حنيفة؟

ابو حنيفة هو النُّعمان بن ثابت بن زوطى التيمي، الكوفي، مولى بني تيم الله بن ثعلبة، ويقال أن أصله من بلاد الفرس[1]الذهبي، سير أعلام النبلاء، الجـزء 6، الصـفحة 390.

ولد ابو حنيفة سنة 80، وعاصر صغار الصحابة، ولم يثبت عنه أنه سمع من أحد من الصحابة الكرام[2]الذهبي، سير أعلام النبلاء، الجـزء 6، الصـفحة 391.

عقيدة وذكاء ابو حنيفة

في مسألة الخلاف حول الإمامة، كان ابو حنيفة يفضّل أبا بكر وعمر، ويُكنّ الحب والاحترام لعلي وعثمان،[3]عبد البر، الانتقاء، الصفحة 163

وفي محنة خلق القرآن، يقول ابو حنيفة أن القرآن كلام الله وغير مخلوق، وكفَّر من قال بخلاف ذلك [4]عبد البر، الانتقاء، الصفحة 166

ويصف أبو حنيفـة نفسه بأنه ممن لا يسبُّون السَّلف، ويؤمِنون بالقدَر، ولا يكفِّرون أحدًا بذنبٍ[5]الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، الجزء 13، الصفحة 331.

واشتهر عن أبي حنيفة كثرة عبادته وإخلاصه لله تعالى 

قد يعجبك: الشيخ ابن شاهين وحياته 

اعرف من هو ابن تيمية 

عبادة ابو حنيفة

فقد قال خارجة بن مصعب عن ذلك:

“ختَم القرآنَ في الكعبة أربعة من الأئمة؛ عثمان بن عفان، وتميم الدَّاري، وسعيد بن جُبير، وأبو حنيفة” [6]الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، الجـزء 13، الصـفحة 356.

وأخبر الحسن بن محمد الليثي فقال:

“قدمت الكوفة فسألت عن أعبدِ أهلها، فدُفعت إلى أبي حنيفة” [7]الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، الجـزء 13، الصـفحة 353.

و شهد له سفيان بن عيينة بكثرة الصلاة بأن قال:

“رحم الله أبا حنيفة؛ كان من المصلِّين”[8]الخطيب البغدادي، تاريخ بـغداد، الجـزء 13، الصـفحة 353.

شيوخ وتلاميذ ابي حنيفة

تلقي الامام ابو حنيفة علمه على يد عدد من كبار علماء الاسلام، وتوسّع في رحلة تحصيله للعلم ما جعله يمر تحت يد عدد كبير من العلماء، ومنهم: [9]الذهبي، سير أعلام النبلاء، الجـزء 6، الصـفحة 391

تلاميذ ابو حنيفة

نقل الامام ابو حنيفة علمه وتحصيله لعدد بارز ممن أصبحوا من بعده فقهاء وعلماء كبار، ومن بين الأسماء التي تتلمذت على يده هناك: [10]الذهبي، سير أعلام النبلاء، الجـزء 6، الصـفحة 393، 394:

  1. عبدالرزاق بن همام (شيخ الإمام أحمد)
  2. حماد بن أبي حنيفة.
  3. زُفَر بن الهذيل التميمي.
  4. محمد بن الحسن الشيباني.
  5. وكيع بن الجراح.
  6. القاضي أبو يوسف.

اقوال العلماء عن الامام ابو حنيفة

قال يحيى بن معين وهو إمام الجرح والتعديل:

“كان أبو حنيفة ثقةً، لا يحدِّث بالحديث إلا بما يحفظه، ولا يحدث بما لا يحفظ”[11]الذهبي، سير أعلام النبلاء، الجزء 6، الصفحة 395

قال عنه الامام الشافعي:

” قيل لمالك: هل رأيت أبا حنيفة؟ قال: نعم، رأيت رجلًا لو كلمك في هذه السارية أن يجعلها ذهبًا، لقام بحجَّته” [12]الذهبي، سير أعلام النبلاء، الجزء 6، الصفحة 399

وشهد فيه مكي بن إبراهيم وهو شيخ البخاري شهادة طيبة بقوله:

“كان أبو حنيفة أعلمَ أهلِ الأرض”[13]ابن كثير، البداية والنهاية، الجزء 10، الصفحة 110

وتحدث عنه حاتم بن آدم قائلا:

قلت للفضل بن موسى السيناني: ما تقول في هؤلاء الذين يقعون في أبي حنيفة؟ قال: إن أبا حنيفة جاءهم بما يعقِلونه وبما لا يعقِلونه من العلم، ولم يترك لهم شيئًا؛ فحسَدوه”[14]ابن عبد البر، الانتقاء، الصفحة 136

وقال أبو نُعيم الأصبهاني متحدثا عن ابي حنيفة:

“كان أبو حنيفة صاحبَ غوصٍ في المسائل”[15]ابن حجر العسقلاني، تهذيب التهذيب، الجـزء 5، الصـفحة 631.

وقال عنه الذهبي:

“الإمامة في الفقه ودقائقه مسلَّمةٌ إلى هذا الإمام، وهذا أمرٌ لا شك فيه” [16]الذهبي، سير أعلام النبلاء، الجـزء 6، الصفحــة 400

وقال ابن حجر العسقلاني في حقه:

“مناقب الإمام أبي حنيفة كثيرة جدًّا؛ فرضِيَ الله تعالى عنه، وأسكنه الفردوسَ، آمين”[17]ابن حجر العسقلاني، تهذيب التهذيب، الجـزء 5، الصـفحة 631.

هنا: سيرة ابن سيرين وسيرته

طالع ايضا: من هو ابن عثيمين؟

المذهب الحنفي

المذهب الحنفي[18]وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية، المذهب الحنفي، الموقع الرسمي لوزارة الأوقاف المغربية ويعرف أيضا بالفقه الحنفي أو الاحناف أو الحنفية، هو مذهب فقهي من المذاهب الأربعة المشهورة عند السنة، (المذهب المالكي، المذهب الشافعي، المذهب الحنبلي)

ويعتبر المذهب الحنفي أحد أكثر المذاهب التي انتشرت وتوسعت وتلقتها الأمة الإسلامية بالقبول، لذلك يعد أكثر المذهب الفقهية انتشاراً في العالم، وأقدم المذاهب الأربعة السالف ذكرها.

تتمثل أهمية هذا المذهب الفقهي في أنه لا يقتصر فقط على أقوال الإمام أبي حنيفة، بل أقواله وأقوال أصحابه وتلاميذه.

ويعتبر المذهب الحنفي من المذاهب التي أسهمت في الاسلام بشكل كبير، إذ أن الإمام أبو حنيفة هو أول من دون علم الشريعة ورتبه على شكل أبواب، ثم سار على دربه الإمام مالك بن أنس في الموطأ. حيث أن الصحابة والتابعين كانوا يعتمدون على الحفظ، وبه فقد كان مهددا بالتلف والضياع.

وبالتالي فما قام به ابو حنيفة ساعد في صون الدين والحفاظ عليه وعلى دقته، ولهذا عد المذهب الحنفي أشهر وأكبر المذاهب الفقهية في الاسلام.

وفاة ابو حنيفة النعمان

بعد مسيرة طويلة مزخرفة بطلب العلم والجهر بالحق، توفي أبو حنيفة النعمان سنة 150 للهجرة، عن عمر 70 سنة، وقد صلى عليه الناس ست مرات ببغداد بسبب كثرة الزحام والحشود[19]ابن كثير، البداية والنهاية، الجزء 10، الصفحة 111.

وقال ابنه حماد بن أبي حنيفة:

“لما مات أبي، سألنا الحسن بن عمارة أن يتولى غسله، ففعل، فلما غسله قال: رحمك الله تعالى وغفر لك، لم تُفطِر منذ ثلاثين سنة، ولم تتوسَّد يمينك بالليل منذ أربعين سنة، وقد أتعبتَ مَن بعدك، وفضحتَ القرَّاء”[20]ابن حجر، تهذيب التهذيب، الجـزء 5، الصفحة 630.

قد يهمك: من هو الامام ابن باز

اقرأ ايضا: ترجمة الامام مالك 

مرجعي ــ شخصيات اسلامية

لا خير في أمة لا تكتب عن عظمائها، لا خير في امة نست رجالاتها و كبارها.

شخصيات اسلامية ـ مرجعي

المصادر

المصادر
1 الذهبي، سير أعلام النبلاء، الجـزء 6، الصـفحة 390
2, 9 الذهبي، سير أعلام النبلاء، الجـزء 6، الصـفحة 391
3 عبد البر، الانتقاء، الصفحة 163
4 عبد البر، الانتقاء، الصفحة 166
5 الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، الجزء 13، الصفحة 331
6 الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، الجـزء 13، الصـفحة 356
7 الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، الجـزء 13، الصـفحة 353
8 الخطيب البغدادي، تاريخ بـغداد، الجـزء 13، الصـفحة 353
10 الذهبي، سير أعلام النبلاء، الجـزء 6، الصـفحة 393، 394
11 الذهبي، سير أعلام النبلاء، الجزء 6، الصفحة 395
12 الذهبي، سير أعلام النبلاء، الجزء 6، الصفحة 399
13 ابن كثير، البداية والنهاية، الجزء 10، الصفحة 110
14 ابن عبد البر، الانتقاء، الصفحة 136
15, 17 ابن حجر العسقلاني، تهذيب التهذيب، الجـزء 5، الصـفحة 631
16 الذهبي، سير أعلام النبلاء، الجـزء 6، الصفحــة 400
18 وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية، المذهب الحنفي، الموقع الرسمي لوزارة الأوقاف المغربية
19 ابن كثير، البداية والنهاية، الجزء 10، الصفحة 111
20 ابن حجر، تهذيب التهذيب، الجـزء 5، الصفحة 630
Exit mobile version