تقنية وتكنولوجيا

الذكاء الاصطناعي يكشف الأمراض بطريقة متطورة

الذكاء الاصطناعي يكشف الأمراض، عنوان تصدر أبرز الأخبار التقنية والتكنولوجية، فعلى الرغم من أن الذكاء الاصطناعي يستخدم في المجل الطبي

إلا أن يكشف الذكاء الاصطناعي الأمراض الوراثية تحديداً فهذا الجديد والأبرز هو أن يتم هذا الكشف من خلال ملامح الوجه فحسب

الذكاء الاصطناعي يكشف الأمراض الوراثية

منذ أسبوع تقريباً أعلن عدد من الباحثين من مستشفى جامعة بون، أن أعداداً كبيرة من المرضى الذين يعانون من أمراض نادرة؛ يواجهون أوقات مأساوية حتى يتمكن الأطباء من تشخيص حالتهم، وتحديد العلاجات الصالحة لحالتهم

خاصة وأن بعض العلاجات التي يظن الأطباء أنها ستشفيهم قد تزيد حالتهم سوءاً؛ ليس لسبب إلا أن الأطباء لا يدركون ما المرض الذي تعاني منه الحالة من الأساس

ومن أجل هذا طوّر الباحثون جهازاً يعتمد على تقنية الذكاء الاصطناعي وأطلقوا عليه اسم GestaltMatcher، وهذا الجهاز له القدرة على اكتشاف أي أمراض وراثية نادرة يعاني منها المريض ويجد الأطباء صعوبة في تشخيصها

ووضح الباحثون المؤلفون للدراسة أن هذا الذكاء الاصطناعي ليس فقط قادراً على تشخيص الأمراض التي سبق للبشر تشخصيها على مرضى آخرين، بل لديه القدرة الآن بعد تطويره على اكتشاف أمراض وراثية نادرة لم يجر تشخيصها من قبل، من خلال مسح ملامح وجه المريض فقط

الذكاء الاصطناعي يراقب الناس .. أمريكا تملك 14 صورة عنك أنت

واستخدم الفريق البحثي 17560 صورة لمرضى سابقين بأمراض نادرة، وجاءت معظم هذه الصور من شركة الصحة الرقمية «FDNA»، والتي عمل فريق البحث بها على تطوير خدمة الويب التي يمكن من خلالها استخدام الذكاء الاصطناعي

كما ساهم فريق البحث في معهد علم الوراثة البشرية بجامعة بون بنحو 5 آلاف من الصور وبيانات المرضى السابقين، إلى جانب تسعة مواقع جامعية أخرى في ألمانيا وخارجها

فيما ركز الباحثون على أنماط المرض المتنوعة قدر الإمكان، وكانوا قادرين على تحليل ما يقرب من 1115 من الأمراض النادرة من خلال الذكاء الاصطناعي، وهذا التباين الواسع في المظهر درّب الذكاء الاصطناعي بحيث يمكنه الآن تشخيص المرض

كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكشف الأمراض الوراثية بشكل خاص؟

الذكاء الاصطناعي يكشف الأمراض وهذا ليس بجديد، إلا أنه والآن فإن الهدف من تطوير هذا الجهاز هو اكتشاف مثل هذه الأمراض في مرحلة مبكرة، وبدء العلاج المناسب في أسرع وقت ممكن

حيث أن الغالبية العظمى من الأمراض النادرة تكون وراثية، وعادة ما تحدث بسبب طفرات وراثية، وكل واحدة من هذه الحالات الوراثية النادرة عادة ما تُضعف الجسم بعدة طرق مختلفة

والأهم من ذلك أن معظم هذه الأمراض الوراثية النادرة تؤدي أيضاً إلى سمات وجه معينة، على سبيل المثال، قد يكون للأنف أو الخدين شكل مختلف إذا كان المريض يحمل اضطراباً وراثياً، ومثل هذه التغييرات في الوجه تختلف من مرض إلى آخر

ومن أجل هذا؛ طوّر العلماء ذكاء اصطناعيّاً حديثاً  والأول من نوعه، له القدرة على تمييز اختلافات الوجه وتحليلها ومقارنتها بمجموعة كبيرة من وجوه المرضى الآخرين والبيانات الجينية الخاصة بهم

وأكد الفريق البحثي الذي طوّر هذا الجهاز أنه يستطيع تشخيص الأمراض الوراثية النادرة بدقة عالية من خلال مسح ملامح الوجه فقط، وهذا من خلال التدريب على آلاف الصور الفوتوغرافية للمرضى السابق إصابتهم بهذه الأمراض

وما قدمته الدراسة الجديدة هو قدرة أن الذكاء الاصطناعي يكشف الأمراض بناء على التحليل الذاتي للملامح دون مرجعية لملامح مرضى سابقين؛ لاكتشاف الأمراض الوراثية النادرة التي لم يتم تشخيصها من قبل

جيل جديد ينجح في اكتشاف أمراض نادرة للمرة الأولى

نظام الذكاء الاصطناعي GestaltMatcher المذكور في المقال والذي أجرى حول الباحثون الدراسة الحديثة يعتبر تطويراً للذكاء الاصطناعي DeepGestalt، الذي دربه فريق «IGSB» مع مؤسسات أخرى في السنوات القليلة الماضية

وفي حين أن DeepGestalt لا يزال يتطلب حوالي 10 أشخاص يعانون من المرض الوراثي النادر، تم تشخصيهم من قبل، باعتبارهم مرجعًا للتدريب؛ فإن خليفته GestaltMatcher يتطلب عدداً أقل بكثير من المرضى لمطابقة ملامح الوجه

وهذه تعتبر ميزة كبيرة فيما يخص الأمراض النادرة، لأنه يتم الإبلاغ عن عدد قليل جداً من المرضى في جميع أنحاء العالم، لا سيّما أن الناس الذين يرغبون بالتعرض لهذه التقنية أيضاً ليس بكبير

حيث يخاف الناس وبشكل تلقائي من أي ذكاء اصطناعي يكشف الأمراض التي يحملونها وما سيرافق ذلك من صدمة كبيرة في حال لم يكن للمريض أي أعراض حول المرض

تقنيات سيغير من خلالها الذكاء الاصطناعي مستقبل العالم التكنولوجي

إلا أن نظام الذكاء الاصطناعي الجديد GestaltMatcher يأخذ في الاعتبار أوجه التشابه مع المرضى الذين لم يتم تشخيصهم بعد، وبالتالي يرصد مجموعات من الخصائص التي لم يتم وصفها بعد

لذلك يتعرف GestaltMatcher أيضاً على الأمراض التي لم تكن معروفة له في السابق ويقترح التشخيصات بناءً على ذلك

هذا يعني أنه يمكن للباحثين والأطباء الآن تصنيف الأمراض غير المعروفة من قبل، والبحث عن حالات أخرى وتقديم أدلة على أعراض المرض الوراثي النادر الذي رصده الذكاء الاصطناعي

خاتمة

لم يعد خبراً بسيطاً أو مصادفاً، بل هو حقيقة وواقع يثبت اندماج الذكاء الاصطناعي يوماً بعد يوم في حياتنا بشكل أكبر، فللذكاء الاصطناعي خصائص وميزات ستساعد على أن تكون الحياة البشرية أكثر سهولة

وأن يكون الذكاء الاصطناعي يكشف الأمراض الوراثية المعروفة أو المجهولة، فهو من شأنه وضع خطط علاج مبكرة والمساهمة في إنقاذ حياة بعض البشر.

اعلانات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى