سيرة الامام الشاطبي..تلاميذ الامام الشاطبي

الامام الشاطبي عَلَم من الأعلام، هرم من الأهرام، أثرى مجال الاسلام وأضاف له إضافات عدة، ووجب علينا نشر سيرته كأضعف الايمان، فمن هو الامام الشاطبي؟ وكيف كانت سيرته؟ لنتابع…

من هو الامام الشاطبي؟

الامام الشاطبي هو الإمام العالم العلامة أبو محمد القاسم بن خَلَف بن أحمد الرُّعَينِيِّ (الرعيني نسبة إلى قبيلة ذي رُعَيْن في اليمن).[1]السخاوي، فتح الوصيد في شرح القصيد، الصفحة 38

ورغم أنه كان ضريراً إلا أن الله جعله بصيرا في عقله وفهمه، ما جعله يكون مقرئا فَـذّاً وعَلَما من كبار أعلام القرن السادس للهجرة.[2]ابن عماد الحنبلي، شذرات الذهب في أخبار من ذهب، الصفحة 302- 303

نشأة وسيرة الشاطبي

رأى الشاطبي رحمه اللهُ تعالى النور في أواخر عام 538 للهجرة، في شاطبة في الأندلس، لذلك سمي بالشاطبي، ونشأ وترعرع في هذه المدينة طالباً للعلم.

تعلم القراءات على يد شيخه أبي عبد الله النَّفزي، ثم انتقل بعدها إلى بلنسية ودرس فيها علوم الحديث، ثم دار في مختلف الأقطار، من الأندلس إلى المغرب إلى مكة إلى مصر وتعلم في كل قطرٍ من الأقطار عِلما، ولما دخل إلى مصر فرح به القاضي الفاضل وأكرمه إكراماً، حيث عرف مكانته وقدره، وكلفه بمدرسته التي بناها آنذاك وجعله شيخا لها، وفيها برع في التلقين والتأليف، وفيها نظم أشهر مؤلفاته وقصائده وهي: “حِرز الأماني ووجه التَّهاني” قصيدته المشهورة باسم “الشاطبية” نسبةً إلى اسمه.[3]ابن خلكان، وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، الجزء 4، الصفحة 73

هنا: سيرة ابن سيرين وسيرته

قد يهمك: من هو الامام ابن باز

اوصاف الامام الشاطبي

كان الامام الشاطبي إمامًا فقيها ضابطا لعلوم القرآن متمكناً من علوم الحديث عالما بعلوم اللغة، وكان يشهد له بالحفظ وبقوة الذاكرة ورجَاحَة العقل.[4]علي محمد الضباع، ترجمة الشاطبي – نقلًا عن الشيخ محمَّد مصطفى بلال-، الصفحة 173

كان صبوراً وزاهداً وعابداً، لا يشتكي من ألمٍ أو من قلة حيلة، بل يقول دوماً الحمد لله إذا ما سُئِل عن حاله، وقد اشتهر عنه الزّهد والعبادة والورع والتقوى، وكان لا يقرأ ولا يُـقـرِئ إلا على طهارة، وهو سُنِّي المعتقد وشافعيّ المذهب.[5]محمد الضباع، الزهور الندية في شرح متن الشاطبية في القراءات السبع، الطبعة الأولى، مصر، 2007، الصفحة 5

وقد كان الامام الشاطبي ينهى طلبته عن الخوض في أشياء أخرى في وقت حضوره سوى في علوم القرآن والحديث وكلّ ما ينفع المسلم في دينه.

تلاميذ الامام الشاطبي

في الفقرة السابقة، رأينا دخوله إلى مصر واستقراره بها وتكلّفه بمدرسة القاضي الفاضل، ونظمُه لأشهر قصائده، وفعلاً كان له بعد ذلك مريدين وطلبة كثر جاؤوا ليتعلموا منه ويأخذوا عنه، وقد كانوا يتسابقون للإقراء عليه.[6]شمس الدين الذهبي، سير أعلام النبلاء، الصفحة 246

ولعلّ أحد أشهر تلاميذ الامام الشاطبي هو الامام علي بن محمد علَم الدِّين أبو الحسن الهمذاني السَّخاوي، وهو مقرئٌ ومفسِّرٌ وعالم في النحو وشيخ مشايخ الإقراء في دمشق (558-643 هـجرية)، والذي أخذ القراءاتِ على يد الامام الشاطبي وتأثَّـرَ به غاية التأثر وهو ما يظهر جليا في أسلوب كتابه، خصوصاً في مؤلفاته التالية: “فتح الوصيد في شرح القصيد“، “جمال القُراء وكمال الإقراء“، “المفضَّل في شرح المفصَّل“.[7]ابن عماد الحنبلي، شذرات الذهب في أخبار من ذَهَب، الجزء 4، الصفحة 300-301

طالع ايضا: من هو ابن عثيمين؟

مؤلفات الامام الشاطبي

ألَّـفَ الامام الشاطبي عدداً من الكتب والمؤلفات في مجالات عدة، ومن أشهر مؤلفاته هناك:[8]جلال الدين عبد الرحمن السيوطي، بغية الوعاة في طبقات اللغوبين والنحاة، المجلد الثاني، الصفحة 260

نظم الشاطبيَّة: واسمها هو حِرز الأماني ووجه التهاني في القراءات السَّبع، وهذا المؤلف هو أحد أشهر مؤلفاته. 

عقيلة أتراب القصائد في أسنى المقاصد: وهي نظمٌ في مجال الرَّسم القرآني.

ناظمة الزُّهر في أعدادِ آيات السُّور: وقد كانت هذه المنظومة في عدِّ المصحف وفي علم الفواصل.

قصيدة التمهيد: وهي قصيدة دالية منظومةٌ في حوالي 500 بيت، حول كتاب التمهيد لابن عبد البر.

وفاة الامام الشاطبي

توفي الامام الشاطبي رحمه الله تعالى في عصر يوم 28 جمادى الآخرة لعام 590 للهجرة، ودفن بمقبرة القاضي الفاضل في القرافة الصُّغرى قرب سفْح الجبل المقطَّم في القاهرة. وقد صلّى عليه أبو إسحاق المعروف بالعراقي، إمام جامع مصر حينها. ومازال قبره معروفا إلى الآن وصارَ مزاراً يُـزار[9]شمس الدين الذهبي، إحكام الرِّجال من ميزان الاعتدال في نقد الرجال، الجزء 15، الصفحة 423

رحم الله الامام الشاطبي وجمعنا وإياه في الجنة.

قد يعجبك: الشيخ ابن شاهين وحياته 

اعرف من هو ابن تيمية 

مرجعي ــ شخصيات اسلامية

لا خير في أمة لا تكتب عن عظمائها، لا خير في أمة نست رجالاتها وكبارها.

شخصيات اسلامية ـ مرجعي

المصادر

المصادر
1 السخاوي، فتح الوصيد في شرح القصيد، الصفحة 38
2 ابن عماد الحنبلي، شذرات الذهب في أخبار من ذهب، الصفحة 302- 303
3 ابن خلكان، وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، الجزء 4، الصفحة 73
4 علي محمد الضباع، ترجمة الشاطبي – نقلًا عن الشيخ محمَّد مصطفى بلال-، الصفحة 173
5 محمد الضباع، الزهور الندية في شرح متن الشاطبية في القراءات السبع، الطبعة الأولى، مصر، 2007، الصفحة 5
6 شمس الدين الذهبي، سير أعلام النبلاء، الصفحة 246
7 ابن عماد الحنبلي، شذرات الذهب في أخبار من ذَهَب، الجزء 4، الصفحة 300-301
8 جلال الدين عبد الرحمن السيوطي، بغية الوعاة في طبقات اللغوبين والنحاة، المجلد الثاني، الصفحة 260
9 شمس الدين الذهبي، إحكام الرِّجال من ميزان الاعتدال في نقد الرجال، الجزء 15، الصفحة 423
Exit mobile version