كيفية علاج حالة الاكتئاب وما أعراضها
حالة الاكتئاب حالة صارت في السنوات الأخيرة أمرا يتكرر ويبلغ المسامع كثيرا، لدرجة أنه صار معروفا لدى معظم الناس من ناحية اسمه، ولكنه يلتبس في كثير من الأحيان مع حالات القلق، وسوف نتحدث اليوم عن الاكتئاب وأهم علاماته وطرق تفاديه وكذلك وسائل العلاج.
فلنتابع التفاصيل…
جدول المحتويات
تعريف حالة الاكتئاب
يعرف الاكتئاب بأنه اضطراب نفسي مزاجي يجعل المصاب به يحس على الدوام بالحزن وبفقدان الاهتمام. ويسمى الاكتئاب علميا “الاضطراب الاكتئابي الرئيسي” أو “الاكتئاب السريري”، ويؤثر كثيرا على شعور الشخص وعلى تفكيره وسلوكه
ويمكن للأسف أن تؤدي حالة الاكتئاب إلى عدد كبير ومتنوع من الخلافات العاطفية والمشاكل الجسدية أيضاً وقد تواجه المريض به صعوبة في أن يقوم بأنشطته اليومية العادية ويسيطر عليه شعور بأن هذه الحياة لا يوجد فيها ما يستحق العيش.
ويعتبر الاكتئاب معضلة أساسية تواجه عددا مهما من الناس اليوم، والخروج منه يقتضي الاعتماد على العلاج السلوكي أو الدوائي أو هما معا.
أعراض حالة الاكتئاب
تتعدد المظاهر أو العلامات التي من خلالها نعرف وجود حالة اكتئاب، ومن بين أشهر وأبرز أعراض حالات الاكتئاب هناك:
- كثرة مشاعر الحزن لدى المصاب، وميله أكثر نحو البكاء، أو شعوره العميق بالفراغ والخواء، أو حتى سيطرة اليأس عليه.
- التعرض لنوبات الغضب أو التهيج المبالغ فيه أو حتى الشعور بالإحباط ولو من الأمور والأشياء البسيطة يعد عرضا من أعراض حالة الاكتئاب.
- الشعور العميق بفقدان الاهتمام أو عدم الإحساس بالمتعة في معظم الأنشطة العادية التي يقوم بها أو حتى في جميعها، مثل متعة الجماع أو متعة ممارسة الهوايات أو الرياضة أو خلافه.
- المعاناة من كثرة اضطرابات النوم، ويدخل في هذا الإطار الأرق أو في الجهة الأخرى النوم أكثر من اللازم.
- الشعور العام بالإرهاق وانعدام الطاقة وغيابها، حيث أن أبسط المهام الصغيرة تستغرق لدى الشخص الذي يعاني من حالة الاكتئاب مزيدًا من المجهود.
- الإحساس بفقدان الشهية والذي يعقبه بالضرورة نزول في الوزن، أو في المقابل الرغبة الشديدة في الأكل بشراهة، والذي يؤدي إلى زيادة الوزن حتما.
اقرأ أيضاً: كيف تمتص غضب الآخرين.
أسباب حالة الاكتئاب
لا يمكن حصر الأسباب التي تؤدي إلى الاكتئاب، حيث أنها كثيرة، ولكن من بين أبرز هذه الأسباب هناك العناصر التالية:
- نمط الحياة: إن نمط الحياة الحالي يؤدي كثيرا إلى الإصابة بالاكتئاب على عكس ما عاش فيه البشر سابقاً، حيث أن الحياة مبنية اليوم على السرعة والخمول وسوء جودة الأكل وكثرة المعلومات والعقل لا يستطيع أن يواكب كل هذه العناصر.
- الضغوطات: كثرة الضغوطات تؤدي بالضرورة إلى ظهور حالة الاكتئاب لدى الإنسان، سواءً ضغوطات الحياة بشكل أو ضغوطات الأسرة وانتظاراتهم أو حتى ضغوطات العمل أو الدراسة.
- الانعزال: إذا اختار الشخص العزلة فذلك أمر مقبول لكن إذا اختارته العزلة فحينها يصبح الأمر خطيرا، وأحد أهم أسباب الاكتئاب يتلخص في عدم انصهار الشخص في الحياة الاجتماعية (تكوين الصداقات، الحفلات، الأنشطة،…)
شاهد أيضاً: فن التعامل مع الاخرين.
هل يمكن الخروج من حالة الاكتئاب وكيف أعرفه؟
الشخص المصاب بالاكتئاب أو حتى الخائف من هذا الشبح سوف يسأل عن مدى إمكانية الخروج من حالة الاكتئاب وأعراض الإصابة به.
فبخصوص سؤال الخروج من هذه الحالة فهو بالتجارب أمر ممكن، وأكدته الآلاف التجارب الحية الواقعية، سواء بالعلاج الدوائي أو حتى السلوكي. وهو ما سنعرضه في ما تقدم من سطور المقال. أما في سؤال “كيف أعرف حالة الاكتئاب” فإن جوابه قد طرحناه في الفقرة السابقة، ولا بأس في أن نزيد عليه نقطتين مهمتين.
يمكن أن يعرف الشخص أنه مصاب بالاكتئاب إذا رأى تزايد حالة القلق في سلوكياته أو حالة الإثارة وردود الفعل، وأيضاً حدوث بعض التباطؤ في تفكيره أو في طريقة كلامه أو حتى حركات جسمه.
كيف يمكنني الخروج من حالة الاكتئاب
إن الخروج من حالة الاكتئاب لا يتم بين عشية وضحاها، بل هو أمر يستدعي كثيراً من الجهد والاجتهاد، ومن الأمور التي تساعد في علاج الاكتئاب نجد:
- مضادات الاكتئاب: العلاج الدوائي أثبت فعاليته في موضوع علاج حالة الاكتئاب، ولا يؤخذ الدواء إلا باستشارة طبية.
- العلاج السلوكي: يساعد العلاج السلوكي بشكل كبير على تخفيف منابع الاكتئاب، و الأخصائي النفسي هو الذي يستطيع مساعدة الشخص المكتئب على تجاوز الأمر.
- الخلط بين العلاجين: أكثر الطرق التي يتم القيام بها في السنوات الأخيرة لعلاج حالة الاكتئاب هو الخلط بين العلاج السلوكي والعلاج الدوائي.
إرشادات للتعامل مع حالة الاكتئاب
يوصي الخبراء الشخص الذي يمر من حالة الاكتئاب بأن يداوم على الأمور التالية:
- قضاء الوقت بين العائلة والأصدقاء، وعدم الحرج من طلب الدعم والمساعدة منهم.
- تجنب العزلة وتفادي البقاء وحيدا.
- المطالعة والقراءة أكثر عن موضوع حالة الاكتئاب.
- الكتابة والتعبير عن ما يجول بداخل الشخص.
- ممارسة تمارين الاسترخاء والتأمل.
- تنظيم النوم وأخد القسط الكافي من الراحة.
- تنظيم الوقت بدقة، ووضع قائمة للأعمال اليومية ومواعيدها.
اقرأ أيضاً: كيفية امتلاك قوة الشخصية.
الوقاية من حالة الاكتئاب والفصام
لحد الآن لم يتوصل العلم إلى الطرق القطعية التي من خلالها يستطيع الشخص أن يقي نفسه من الإصابة بالاكتئاب، ولكن ينصح بالأمور التالية:
- التحكم في الضغط النفسي: يجب على الشخص اتخاذ كافة الخطوات اللازمة كي يتحكم في ضغطه النفسي، وذلك من أجل زيادة مرونة الشخص ورفع درجة تقديره لذاته.
- الانخراط في الحياة الاجتماعية: إن الشخص الراغب في تفادي الوقوع في حالة الاكتئاب وجب عليه أن يعزز تواصله مع العائلة والأصدقاء وينخرط في الأنشطة الاجتماعية، خصوصاً في أوقات الأزمات والصعاب.
- العلاج المبكر: مواجهة أي مرض في البداية يسهل العلاج، وبالتالي فالشخص وجب عليه الحصول على العلاج عند تسجيل أولى العلامات أو الأعراض عنده لمرض الاكتئاب.
اقرأ أيضاً: أهمية الثقة بالنفس.
إن الاكتئاب وحش مخيف كما تكرر وصفه لدى أغلب المصابين به، يقتحم حياة الشخص ونفسيته ويستوطن فيها كسرطان قاتل. لا يعرف من خلاله الشخص السبب ولا الحل، ويدرك فقط أنه ليس بخير. وهذا هو أسوء ما في حالة الاكتئاب.
ـــ تابع حسابنا عبر فيس بوك: اضغط هنا ــــ