من هو ابن قيم الجوزية؟

من هو ابن قيم الجوزية؟ تكريماً لما أسهم به في مساره لابد من كتابة مقالة عن سيرته وحياته وأبرز المحطات التي تستوجب أن يعرفها كل مسلم. 

من هو ابن قيم الجوزية؟

ابن قيم الجوزية عَـلَـمٌ من أعلام الاسلام، تميَّزت سيرته بالغنى والتنوع، فكيف كانت حياته؟

مولد ونشأة ابن قيم الجوزية

ابن قَـيِّـم الجوزية هو الإمام ابو عبد الله شمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد بن حرَيْزٍ الزُّرَعي، ولد وعاش بدمشق، وهو فقيه أصولي، ومفسر علامة في النحو، ولد سنة 691 للهجرة، أسهم في إغناء الوسط الديني الاسلامي وكان له باع طويل في ذلك[1]عبد الله بن مصطفى المراغي، الفتح المبين في طبقات الأصوليين، الجزء 2، الصفحة 161.

قد يهمك: من هو الامام ابن باز

اقرأ ايضا: ترجمة الامام مالك

مسار ابن القيم وعلمه ودينه

تفقّه ابن قيم الجوزية في المذهب الحنبلي، وبرع فيه وأفتى، وقد لازم الشيخ تقي الدين وأخذ عنه الشيء الكثير وعلوماً شتى، وقد برع وتفنن في تحصيل علوم الإِسلام، ويشهد له العلماء أنه كان عارفًا بالتفسير لا يضاهيه فيه أحد، وكان متمكنا من أصول الدين، حافظا للحديث وعارفاً لمعانيه، وكان ملما بالفقه وبأصوله، وأتقن الكلام وبرع في النحو وحصل غير ذلك من علوم ومشتقات الاسلام.[2]بكر بن عبد الله أبو زيد، ابن قيم الجوزية حياته آثاره موارده، الصفحة 21

وقال عنه الحافظ بن رجب رحمة الله تعالى عليه، أنه (ابن قيم الجوزية) كان إنسانا مجتهدا ذا عبادة وتهجد، وكان يكثر من الصلاة، وتعلق قلبه بالله وبالذكر، مسالما شغوفا بالمحبة، مستغفرا أوّاباً.

وقال عنه أيضاً:

لم أشاهد مثله في الإكثار من العبادة، ولا رأيت أوسع منه علمًا، ولا أعرف بمعاني القرآن والسنة وحقائق الإيمان منه، وليس هو المعصوم، ولكن لم أرَ في معناه مثله[3]ابن رجب الحنبلي، ذيل طبقات الحنابلة، الموسوعة الشاملة، الصفحة 362.

قد يعجبك: الشيخ ابن شاهين وحياته 

محن تجاوزها ابن قيم الجوزية

لقد تعرض ابن قيم الجوزية لامتحانات واختبارات عدة، سُجِن وعُذِّب وأوذي مرات كثيرة، وقد حُبِس مع الشيخ تقي الدين بالقلعة، ولم يفرج عنه إلا بعد وفاة الشيخ تقي الدين ابن تيمية.

وقد استغل ابن قيم الجوزية فترة سجنه في تدبر القرآن والتعمق فيه، فكانت رُبّ ضرة نافعة، حيث أفاده ذلك كثيرا ونضج علمه وزادت معرفته، وتلقى بعدها إشادة واحتراماً ممن عاصروه وشهدوا له بالعلم والتدين والالتزام. [4]الحافظ ابن رجب، ذيل طبقات الحنابلة، الجزء الخامس، الصفحة 173

الأقوايل حول ابن القيم

تحدث عن ابن قيم الجوزية خلق كثير، اثنوا عليه ومدحوا فيه، وتقربوا منه ونالوا من بحر علمه الشيء غير القليل.

وقد قال عنه ابن كثير الدمشقي:

“صار فريداً في بابه في فنون كثيرة. وبالجملة: كان قليل النظير في مجموعه وأموره وأحواله”[5]ابن كثير، البداية والنهاية، الجزء14

وقال فيه القاضي برهان الدين الزُّرْعي:

“ما تحت أديم السماء أوسع علمًا منه”[6]ابن رجب الحنبلي، ذيل طبقات الحنابلة، الموسوعة الشاملة، الصفحة 362.

وقال في وصفه أبو المحاسن الحسيني الدمشقي:

“هو الشيخ، الإمام، العلامة، ذو الفنون أفتى، ودرَّس، وناظر، وصنف، وأفاد” [7]أبو المحاسن الحسيني، ذيل العبر في خبر من غبر، الموسوعة الشاملة، الصفحة 311.

هنا: سيرة ابن سيرين وسيرته

طالع ايضا: من هو ابن عثيمين؟

مؤلفات ابن قيم الجوزية

ألَّـف ابن قيم الجوزية عددا من المصنفات، وحققت شهرةً كبيرة[8]ابن حجر العسقلاني، الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة، الموسوعة الشاملة، وقد كانت في ميادين ومجالات عدة[9]ابن رجـب الحنبلي، ذيل طبقات الحنابلة، الموسوعة الشاملة، الصفحة 362، وتقترب من المئة مؤلف وكتاب، ومن بينها هناك:[10]بن عبد الله أبو زيد، كتاب ابن قيم الجوزية حياته آثاره موارده، الصفحة 315، 316

وفاة ابن القيم

في تاريخ وفاته، تتفق كتب التراجم أن ابن قيم الجوزية قد توفي في ليلة الخميس 13 رجب لعام 751 للهجرة، عن عمر الستين سنة، في حين ذكر مدونون آخرون تاريخًا آخرا مختلفًا، مثلما ذكر حاجي خليفة وقوله بوفاة ابن القيم في عام 754 للهجرة و آخرون قالوا أنه توفي سنة 751 للهجرة.

لكن الصواب هو ما اتفق عليه المترجمون وهو وفاته عن عمر ستون سنة في عام 751 للهجرة[11]عبد الله بن مصطفى المراغي، الفتح المبين في طبقات الأصوليين، الجزء 2، الصفحة 165-167

اقرأ ايضا: ترجمة الامام مالك 

اعرف من هو ابن تيمية 

مرجعي ــ شخصيات اسلامية

لا خير في أمة لا تكتب عن عظمائها، لا خير في امة نست رجالاتها و كبارها.

شخصيات اسلامية ـ مرجعي

المصادر

المصادر
1 عبد الله بن مصطفى المراغي، الفتح المبين في طبقات الأصوليين، الجزء 2، الصفحة 161
2 بكر بن عبد الله أبو زيد، ابن قيم الجوزية حياته آثاره موارده، الصفحة 21
3, 6 ابن رجب الحنبلي، ذيل طبقات الحنابلة، الموسوعة الشاملة، الصفحة 362
4 الحافظ ابن رجب، ذيل طبقات الحنابلة، الجزء الخامس، الصفحة 173
5 ابن كثير، البداية والنهاية، الجزء14
7 أبو المحاسن الحسيني، ذيل العبر في خبر من غبر، الموسوعة الشاملة، الصفحة 311
8 ابن حجر العسقلاني، الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة، الموسوعة الشاملة
9 ابن رجـب الحنبلي، ذيل طبقات الحنابلة، الموسوعة الشاملة، الصفحة 362
10 بن عبد الله أبو زيد، كتاب ابن قيم الجوزية حياته آثاره موارده، الصفحة 315، 316
11 عبد الله بن مصطفى المراغي، الفتح المبين في طبقات الأصوليين، الجزء 2، الصفحة 165-167
Exit mobile version