أخلاقيات الحوار ومختلف عناصرها وأهميتها لحوارٍ مثمر

أخلاقيات الحوار هي عدد من القواعد المتعارف عليها والتي تساعد على خلق حوار مثمر ذي فائدة، ويجب على أطراف الحوار الالتزام بهذه الأخلاقيات لبلوغ الهدف وتحقيق الغاية الأسمى لذلك الحوار وفي الواقع فإن أخلاقيات الحـوار متعددة وفيها كلام كثير، وسوف نتعرف عليها من خلال سطور هذه المقالة.

فلنتابع التفاصيل إذن…

 

أهمية أخلاقيات الحوار

أول حديثنا عن آداب وأخلاقياتِ الحوار سوف يكون في البداية ببيان أهمية هذه الأخلاقيات ودورها الذي يشجع على وجوب الالتزام بها. والتي يمكن تلخيصها في الآتي:

• حينما تكون أخلاقِيات الحوار حاضرة عند طرفي أو أطراف الحوار فإن ذلك لا يمكن إلا أن يؤدي إلى الرفع من المستوى العام للحوار.
• تتجلى أهمية أخلاقيات الحوار كذلك في أنها تترك انطباعا إيجابيا عم الشخص الذي يلتزم بهذه الآداب والأخلاقيات.
• يفيد الالتزام المتبادل بأخلاقِيات الحوار في تحقيق أهداف الحوار التي تم رسمها في البداية والوصول إلى نتيجةٍ مثمرة.

من أخلاقيات الحوار

تتنوع الأمور والسلوكيات التي يمكن إدراجها ضمن آداب وأخلاقِيات الحوار، ومن ضمن هذه السلوكيات والأمور ما يلي:

• حسن الإصغاء: الاستماع لحديث الشخص الآخر يدخل في أسس أخلاقيات الحوار وآدابه، وهو أمر في غاية الأهمية.
• عدم المقاطعة: من أخلاقِيات الحوار عدم المقاطعة، حيث أنها أمر أساسي يؤثر بشكل إيجابي على سير الحوار بطريقة سليمة.
• عدم الشخصنة: يجب أن يناقش الشخص الفكرة ويبتعد كل البعد عن الشخصنة، فالواجب هو مواجهة الفكر بالفكر.

شاهد أيضاً: أين تتجلى أهمية التواصل مع الآخرين. 

من أخلاقيات الحوار الإنصات للمتحدث

لا شك أن الانصات للمتحدث هو أمر أخلاقي راقي ويعتبر أحد أهم العناصر في آداب وأخلاقِيات الحوار، نظرا إلى الأمور التالية:

• عند الالتزام بالإنصات للمتحدث فإن المستمع سوف يسمع مداخلة الطرف الآخر وبالتالي يفهم أطروحته ويرد عليها.
• يساهم الإنصات الجيد للمتحدث في الرقي بمستوى الحوار والدفع به نحو الأمام وتحقيق كافة أهدافه، لذلك يعتبر الإنصات للمتحدث من أخلاقيات الحوار.
• حينما ينصت الشخص لكلام الشخص الآخر الذي يحاوره فإنه بذلك يرسم صورة طيبة عنه وفي منتهى الإيجابية.

اقرأ أيضاً: كيف أكون رزينة في الحياة.

ليس من أخلاقيات الحوار

في مقابل آداب وأخلاقِيات الحوار، فإن هناك أيضاً أمور ليست من أخلاقيات التحاور، وهذه الأمور كثيرة أشهرها ما يلي:

• الشخصنة: ليس من أخلاقِيات الحوار اللجوء إلى الشخصنة أو السب والتهجم على الشخص، فالرد يجب أن يكون على الأفكار ولا شيء غير ذلك.
• المقاطعة: ليس من أخلاقيات الحوار المقاطعة، فقبل أن يتم الشخص فكرته في الحوار، يجب إلى الآخر التزام الصمت وعدم المقاطعة.
• علو الصوت: لا يدخل رفع الصوت والصراخ في أخلاق الحوار، بل أنه يعتبر أحد أدلة إفلاس الشخص الذي يلجأ إلى إعلاء ورفع صوته.

من أخلاقيات الحوار إصدار حكم مسبق قبل الحوار

في الواقع يقع كثير من الناس في مسألة إصدار أحكام مسبقة على من يحاورون معهم، وفي الحقيقة فهذا الأمر لا يدخل في آداب وأخلاقيات الحوار.

• فلا بد أن يلتزم الشخص باستحضار حسن النية على كلام ومداخلة الشخص الذي يتحاور معه، لأن حسن النية يساهم في حسن الإصغاء وفي الفهم الجيد للمداخلة وهي أساسيات أخلاقيات الحوار.
• كما أن حسن النية في المحاور يتيح الرد الجيد على الفكرة نفسها وليس على الفكرة التي استنتجها الشخص نفسه، وهنا يتفادى الوقوع في مغالطة رجل القش.

اقرأ أيضاً: أهمية الثقة بالنفس.

من أخلاقيات الحوار العلم، والصدق، والدليل

بالإضافة إلى العناصر السابق ذكرها على مدار المقال، فإن هناك أخلاقيات أخرى للحوار، تجمع في ثلاثي العلم والصدق والدليل، و تفصيلها يمكن أن يكون بالشكل الآتي:

• العلم: حينما يتكلم الشخص في غير تخصصه يأتي بالعجائب، لذلك يجب على المرء حينما يحاور أن يحاور من منطلق علمي صرف.
• الصدق: من أهم أخلاقيات وآداب الحوار الالتزام بالصدق، في القول وفي النقل في النية، فيكون الشخص صادقا في قوله أمينا في نقله صافيا في نيته.
• الدليل: لا بد أن يكون كلام الشخص مدعما بالأدلة، والدليل بلا شك هو من يقوي طرح المحاور ويمكن عن طريقه إقناع الطرف الآخر.

اقرأ أيضاً: كيفية امتلاك قوة الشخصية.

دخول الشخص في حوار حول موضوع معين لا يد أن يكون فيه ملتزما بمجموعة من الأمور والعناصر المهمة التي تساهم في الرقي بمستوى الحوار والرفع من قيمة الشخص وكذا تحقيق الهدف من الحوار في الأساس، وهذه الأمور و العناصر في عمومها هي ما يطلق عليها أخلاقيات الحوار وآدابه، وهي ما تكلمنا عنه في مقالة اليوم.

تابع حساب مرجعي فيس بوك