صحة
أخر الأخبار

احذروا الاستخدام الخاطئ للمضادات الحيوية

احذروا الاستخدام الخاطئ للمضادات الحيوية

انتشرت في الآونة الأخيرة حملات توعوية عن  اضرار الاستخدام الخاطئ للمضادات الحيوية  وكيفية تجنبها وهذا موضوع مقالنا اليوم.

المضاد الحيوي

هي مركبات تستخلص من بعض الميكروبات مثل البكتيريا المنتجة للبنسلين أو من النباتات أو تصنع كيمائياً و لها دور فعال في علاج الأمراض الناتجة عن العدوي البكتيرية من خلال وقف نمو البكتيريا والسيطرة على انتشارها، وتختلف آلية عمل كل فصيلة من المضادات الحيوية عن الأخرى.

الاستخدام الخاطئ للمضادات الحيوية

تتمثل تبعات ذلك الاستخدام الخاطئ في حدوث مقاومة المضادات الحيوية (Antibiotic Resistance)  فضلاً عن مهاجمة المضاد الحيوي البكتيريا النافعة بالجسم وهي بكتيريا مفيدة ولا تسبب مرض ويرجع ذلك إلى الأسباب التالية:

  • تكرار استخدام المضاد الحيوي.
  • استخدام المضادات الحيوية غير مناسبة لنوع البكتيريا.
  • الاستعانة بالمضادات الحيوية للأمراض الفيروسية مثل الأنفلونزا و نزلات البرد و السعال والتهاب القصبات الهوائية.
  •  الإفراط في تناول المضادات الحيوية في حالة عدم الحاجة لها مثل التهاب المعدة والأمعاء.
  • عدم تناول الجرعة الكاملة من المضاد الحيوي والتوقف عن تناوله لمجرد تحسن الحالة.
  • عدم وجود نظام جيد  لمكافحة العدوى في المستشفيات.
  • استجابة الأطباء لرغبة المريض في استخدام المضادات الحيوية بدون داعى.
  •  المبالغة في استخدام المضادات الحيوية للمواشي والأسماك مما يؤدي الي تطور مقاومة البكتريا التي قد تنتقل إلى الإنسان.

مقاومة المضادات الحيوية (Antibiotic Resistance)

هو  من أهم تبعات الاستخدام الخاطئ للمضادات الحيوية وتتمثل في عدم قدرة بعض أنواع المضادّات الحيويّة  على مكافحة البكتيريا ،وظهور سلالات من البكتيريا  وتحور خصائصها لتصبح لا تستجيب لأي نوع من المضادات الحيوية ويمكن التفسير في أنه يعيش على جسم الإنسان العديد من البكتريا ولا تسبب له أي ضرر، ولكن عند تكرار تناول المريض المضادات الحيوية لعلاج البرد أو عدوى فيروسية، فإن الفيروس لا يتأثر، بينما تطور هذه البكتيريا العادية نفسها لتواجه المضادات الحيوية وتبطل تأثيرها.

ومن أشهر أنواع هذه البكتيريا التي تسبب مقاومة المضادات الحيوية التالي:

  •  البكتيريا المسبّبة التهابات الجلد.
  • بكتيريا الأمراض التي تنتقل جنسيّاً (Sexually Transmitted Diseases).
  •  المكورات الرئوية وهي البكتيريا المسببة للالتهاب الرئويّ (Pneumonia).
  • بكتيريا مرض التهاب السحايا (Meningitis).
  • أنواع البكتيريا المسئولة عن التهاب الجيوب الأنفية والتهابات الاذن وكذلك بكتيريا مرض السل.

خطورة الاستخدام الخاطئ للمضادات الحيوية

تتمثل خطورة ذلك الاستخدام الخاطئ في ظهور مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية، و بالمناسبة ظهر عدد قليل من أنواع البكتيريا طورت مقاومةً لجميع أنواع المضادّات الحيويّة في وقتنا الحالي وتتمثل خطورة هذه المقاومة في:

  • زيادة شدة المرض.
  • تأخر التعافي.
  • زيادة الحاجة للحجز بالمستشفى و لمدة أطول.
  • الحاجة إلى استخدام أنواع قوية جداً من المضادات الحيوية ذات السعر المرتفع.
  • وزيادة الحاجة لاستشارة الطبيب.
  • زيادة خطر الوفاة إثر الإصابة بالتهابات بكتيرية.
  • زيادة خطر الإصابة بعدوى الكلوستريديوم ديفيسيل (Clostridium Difficile) وخاصة في المرضى الذين يخضعون لاستخدام المضادات الحيوية داخل المستشفيات، وهي عدوى بكتيريّة تنتج بسبب اختلال في الطبيعة البكتيرية في القولون (Normal Flora)، ونموّ بكتيريا الكلوستريديوم ديفيسيل، والتي تسبب التهاب الأغشية المخاطية في الأمعاء، ومن أهم أعراضها: الإسهال مائيّ وقد يكون مخلوط بالدم في بعض الحالات النادرة والاحساس بالوهن  وفقدان الشهية مغص وتقلصات المعدة وارتفاع درجة الحرارة وقد يصل الأمر إلى الجفاف

كيف تتجنب الاستخدام الخاطئ للمضادات الحيوية؟

لتجنب اضرار ذلك الاستخدام الخاطئ لابد من ترسيخ بعض المفاهيم لدي المرضي و القطاع العلاج الطبي و اتخاذ بعض القرارات وإصدار القوانين مثل:

  • عدم صرف المضادات الحيوية إلا بتصريح من الطبيب المختص.
  • لا تستخدم المضاد الحيوي الذي وصفه لك الطبيب لعلاج مرض اخر.
  • تجنب الاستعانة بالمضادات الحيوية الموصوفة لشخص آخر حتى ولو تشابهت اعراضك مع اعراض مرضه.
  • اتباع الإرشادات الموجودة بالنشرة الداخلية للمضاد الحيوي.
  • إكمال الجرعة الخاصة بك من المضاد الحيوي وعدم إيقاف استخدامه لمجرد التحسن.
  • التخلص من المضاد الحيوي فور انتهاء جرعتك وعدم استخدامه في الإصابات المستقبلية.
  • في حالة العدوى الفيروسية لا تُلح على طبيبك لوصف مضاد حيوي لك.
  • الحرص على وسائل الوقاية مثل: تنظيف اليدين باستمرار و أخذ اللقاح والتطعيمات.
  •  دراية الطبيب بكيفية وصف المضادات الحيوية الصحيحة عن طريق وصف النوع الصحيح و الجرعة الصحيحة ولمدة مناسبة.
  • وقبل وصف المضادات الحيوية يجب عمل مزرعة بكتيريا بالاضافة لفحص المريض والتحاليل الأخرى.
  • علي الطبيب إعادة تقييم الحالة بعد 48 ساعة من تناول المضاد الحيوي.

ما الحالات التي تستوجب استخدام المضاد الحيوي؟

الأمراض التي يكون السبب الرئيسي وراءها هو البكتيريا مثل:

  • التهاب الحلق.
  • السعال الديكي.
  • التهاب المسالك البولية.
  • الجروح العميقة و بعد العمليات الجراحية كإجراء وقائي.

ما الحالات التي لا تحتاج لوصف مضاد حيوي؟

الأمراض التي لها أصل فيروسي مثل:

  •  نزلات البرد.
  • الرشح وإن غلب اللون الأصفر او الأخضر علي المخاط.
  • الإنفلونزا.
  • التهاب الجيوب الأنفية.
  • التهابات الأذن.

لماذا لا تنجح المضادات الحيوية في علاج البرد؟

لأن المضاد الحيوي يعمل على مقاومة البكتيريا لكن اغلب نزلات البرد ليست إلا عدوى فيروسية والتي تختلف تماما في التكوين والخواص عن البكتيريا ولا توجد أدوية مضادة للفيروسات حتى الان وإنما يتعافى منها الجسم ذاتياً.

علاج الالتهابات الفيروسية دون الاستخدام الخاطئ للمضادات الحيوية

عادة ما تتعافى  أغلب الالتهابات الفيروسية بشكل ذاتي دون الحاجة الي استخدام ادوية ويقوم العلاج على أساس السيطرة علي حدة الأعراض وليس محاربة الفيروس في حد ذاته وذلك عن طريق:

  • الاسترخاء والراحة.
  • الإكثار من شرب الماء والسوائل الدافئة.
  • تناول العسل للتخفيف من شدة السعال.
  • استخدام بعض الادوية التي من شانها تخفيف اعراض الالتهاب الفيروسي مثل مسكنات الألم ومضادات الاحتقان و جلسات الاستنشاق في علاج الألم والاحتقان المصاحب لنزلات البرد.

يتضح لنا مما سبق أن الاستخدام الخاطئ للمضادات الحيوية لا يشكل خطراً على نفسك فقط ولكن على البشرية جمعاء ففي حالة  تعرضك لعدوى من شخص مصاب بـ سلالة من البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، ستصاب أنت أيضًا بعدوى بكتيرية لا تستجيب للمضادات الحيوية، مما قد يعرض حياتك للخطر لذلك يجب الحرص في استخدام المضادات الحيوية وفقاً لإرشادات الطبيب.

المراجع

اعلانات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى