بسم الله الرحمن الرحيم، و صلى الله و سلم على حبيبنا و سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين. يحدث ان يغلب الشيطان الانسان في نهار رمضان و يستمني، فما حكم الاستمناء في رمضان ؟ خصوصا و كثرة المغريات و قرب الملذات في حياة الانسان (الهاتف نموذجا). فمقال اليوم سيكون توضيح حكم الاستمناء في رمضان.
الاستمناء هو ممارسة ما يسمى بالعادة السرية، أي إخراجُ المنيِّ استدعاءً لشهوةٍ، دون جِماعٍ.
ما قول الشرع في تقبيل المصحف ؟
هل يفطر السواك ؟
جدول المحتويات
حكم الاستمناء في رمضان
باتفاق المذاهب الفِقهيَّة الأربعة، حكم الاستمناء في رمضان يفسد الصيام، و على فاعله قضاء ذلك اليوم.
تفصيل حكم الاستمناء في رمضان
اجمع علماء الاسلام في حكم الاستمناء في رمضان أن من استَمْنى في نهارِ رمضان فسد صيامه و بَـطُـل ، و وجب عليه القَضاءُ، و هذا باتفاق المذاهب الفِقهيَّةِ الأربعة: الحنفية [1] الدر المختار وحاشية ابن عابدين، (2/399)، وينظر”تحفة الفقهاء” للسمرقندي (1/358) ، و المالكية [2] “شرح مختصر خليل” للخرشي (2/253) ، و الشَّافعيَّة [3] “المجموع” للإمام النووي (6/322) ، و الحَنابِلة [4] “منتهى الإرادات” لابن النجار (2/23)، وينظر: “المغني” لابن قدامة (3/128) .
و يستندون في اثبات هذا القول على كون الصيام هو الامتناع عن شهوتي البطن و الفرج من طلوع الفجر إلى غروب الشمس بنية التعبد.
فعن أبي هريرة رَضِيَ اللهُ عنه، عن النبيِّ محمد صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ” يقولُ الله عزَّ وجَلَّ: الصَّومُ لي وأنا أجزي به؛ يدَعُ شَهوتَه وأكْلَه وشُربَه مِن أجلي” [5]الراوي: أبو هريرة، المحدث: أحمد شاكر، تخريج المسند لشاكر، الصفحة أو الرقم : 13/239 ، حكم المحدث : صحيح، أخرجه … Continue reading
و الاستمناءَ هو مِن الشَّهوات التي لا يكونُ الصَّومُ إلا باجتنابِها.
و يجمع علماء الاسلام على ان من استمنى في نهار رمضان وجب عليه القضاء، و لا تلزمه الكفارة؛ لأنَّ النَّص إنما ورد في الجِماعِ، و الاستمناءُ ليس مِثلَه.
و سنعرض الان بعض اجوبة شيوخ الأمة بخصوص حكم الاستمناء في رمضان.
حكم الاستمناء في رمضان عند ابن تيميمة
في توضيحه لهذه المسألة، قال شيخ الإسلام ابن تيمية ان حكم الاستمناء في رمضان يبطل الصوم.
و قال [6] ابن تيميمة ، مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية. : “…. جاء في الحديث الصحيح أنَّ الله سبحانه و تعالى قال في حق الصائم: “يَدَعُ طعامَهُ وشَرَابَهُ وشَهْوَتَهُ منْ أَجْلِي”، و الاستمناءُ هو شهوةٌ، و خروجُ المنيِّ هو شهوةٌ، و الدَّليلُ على أنَّ المني يسمى “شَهْوَة” هو قولُ النبي صلّى الله عليه وسلّم: “و في بُضْعِ أحدِكُم صَدَقَةٌ”، فقالوا: يا رسول الله، أيأتي أحَدُنَا شهْوَتَهُ و يكونُ له أجْرٌ؟! فـقال: “أرأيتم لو وَضَعَهَا في الحرام؛ أ كانَ عليه وِزْرٌ؟ كذلك إذا وضعها في الحلال؛ كان لهُ أجْرٌ”، [7] الراوي: أبو ذر الغفاري، المحدث: الألباني، المصدر: آداب الزفاف، الصفحة أو الرقم : 65، أخرجه مسلم. و يفهم من الحديث أن الذي يُوضَعُ هو المنيُّ…”
و منه يتضح جليا ان الاستمناء يفسد الصوم، و يجب على الممارس ان يقضي اليوم الذي افظر فيه. و ليس عليه كفارة. و الله تعالى أعلى و أعلم.
حكم الحلف بغير الله
قد يهمك ايضا: حكم الحلف بغير الله
ابن عثيمين: حكم من استمنى في نهار رمضان
يقول ابن عثيمين في توضيح فتواه [8] ابن عثيمين، فتاوى ابن عثيمين في الصيام، الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ابن عثيمين بخصوص حكم الاستمناء في رمضان : ” العادة السرية معناها الاستمناء باليد أو بغيره، و هي حرام سواء في رمضان أو في غير رمضان، والدليل على تحريمها قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ۞ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ ۞ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ﴾ [9] سورة المعارج، الآية 29-31. ،….. و على كل حال فالاستمناء محرم سواء في رمضان أو في غير رمضان، و إذا وقع الاستمناء و الانسان صائم فسد صومه إذا أنزل (المني) ، و إذا كان في نهار رمضان وجب عليه أن يكمل يومه و يمسك بقية يومه و يقضي يوماً مكانه”.
اذن فــالامام ابن عثيمين هو الاخر يقول في حكم الاستمناء في رمضان انه يبطل الصيام و يجب على من استمنى في نهار رمضان ان يقضي و يعوض عن ذلك اليوم.
هل الاستمناء يبطل الصوم ؟ ابن باز يجيب
يقول ابن باز في مستهل جوابه [10] ابن باز، مبطلات الصيام، الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ابن باز حول حكم الاستمناء في رمضان أن : “…. الاستمناء لا يجوز، لا في رمضان و لا في غير رمضان ، و هو حرام و منكر لدى جمهور أهل العلم، و لا يجوز فعله، لما فيه من عصيان لله و مخالفة لقوله تعالى: ( وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ) [11] سورة المؤمنون الآية 5 – 7 ، فالاستمناء هو خلاف إتيان الزوجة و خلاف إتيان ملك اليمين، و هو عبث و منكر، و هو عدوان”
و يقول الإمام ابن باز أن على من استمنى في نهار رمضان أن يقضي ذلك اليوم، و عليه أن يتوب إلى الله توبة نصوحا، و عليه أن يقضي ذلك النهار؛ لأنه في عداد المفطرين، ففيه قد أفطر بهذا الاستمناء، و يالتالي صار في حكم المفطرين حتى لو لم يأكل و يشرب.
و يختم الشيخ ابن باز فتواه بالقول بخصوص من استمنى في نهار رمضان انه يجب عليه: “…. أن يتوب إلى الله و يندم، و ان يبادر بالقضاء، فوجب عليه أن يقضي ما عليه، و ذلك مع التوبة و الاستقامة، و عدم تكرار الفعل، و ليس عليه كفارة، حيث أن الكفارة تختص بمن جامع في رمضان على وجه الخصوص، أما الاستمناء في نهار رمضان، أو الأكل فيه عمداً، أو الشرب عمداً في رمضان، فهذا يستلزم القضاء و يوجب التوبة و الرجوع إلى الله عز و جل والإنابة إليه، و لا يوجب الكفارة.
ـــ انتهت فتوى الشيخ ابن باز في حكم الاستمناء في رمضان ـــ
الوشم في الاسلام هل حرام؟؟
عن: دين – مرجعي:
في الحياة اليومية العامة، تعترض المسلم مجموعة من الاسئلة و التساؤلات حول بعض القضايا الشائكة التي ترتبط ارتباطا وثيقا مع دينه و معتقده و هو الاسلام. و لا ضير او حتى لا بد من استثمار التكنولوجيا و التقدم التقني و العلمي لنشر الدين و زيادة توعية الناس في امور و مسائل دينهم، خصوصا مع كثيرة الاقوال و الاستفسارات التي يطرحها الناس عادةً. و من هنا انبثقت فكرة هذا القسم (قسم دين-مرجعي) لِــ يَكون ان شاء لله تعالى المرجع الكامل و الشافي لكل مسلمة و مسلم في امور دينهم.
و بمنتهى الامانة و الاجتهاد يتم كتابة مواضيع هذا القسم. و ذلك بعد البحث و التأكد و مراجعة المصادر اولاً بأول. و ذلك لتفادي أي خطأ قد ينعكس سلباً على دين الشخص و طريقة عباداته.
في هذا القسم عزيزي المسلم عزيزتي المسلمة ستجد مختلف الاقوال التي ترد في القضايا الدينية، بحيث سنحاول قدر الامكان الاستماع لكل المذاهب افي أطروحاتهم و اجوبتهم و فتاواهم، دون أي تعليقات او تعقيبات او اجتهادات شخصية.
و أي توفيق اناله فهو من الله و أي تقصير فهو مني. و سبحان من لا يخطئ و لا يغفو.
و نسال الله ان يبارك هذا العمل و ينفع به الامة، و يصلح الجميع و ييسّر الامور و يرزقنا من فضله و ينعم علينا بالعلم و يديم علينا نعمة الاسلام و كفى بها نعمة. و لا حول و لا قوة الا بالله، و الحمد لله رب العالمين. (موقع مرجعي)
المصادر
↑1 | الدر المختار وحاشية ابن عابدين، (2/399)، وينظر”تحفة الفقهاء” للسمرقندي (1/358) |
---|---|
↑2 | “شرح مختصر خليل” للخرشي (2/253) |
↑3 | “المجموع” للإمام النووي (6/322) |
↑4 | “منتهى الإرادات” لابن النجار (2/23)، وينظر: “المغني” لابن قدامة (3/128) |
↑5 | الراوي: أبو هريرة، المحدث: أحمد شاكر، تخريج المسند لشاكر، الصفحة أو الرقم : 13/239 ، حكم المحدث : صحيح، أخرجه البخاري (1894)، ومسلم (1151). |
↑6 | ابن تيميمة ، مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية. |
↑7 | الراوي: أبو ذر الغفاري، المحدث: الألباني، المصدر: آداب الزفاف، الصفحة أو الرقم : 65، أخرجه مسلم. |
↑8 | ابن عثيمين، فتاوى ابن عثيمين في الصيام، الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ابن عثيمين |
↑9 | سورة المعارج، الآية 29-31. |
↑10 | ابن باز، مبطلات الصيام، الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ابن باز |
↑11 | سورة المؤمنون الآية 5 – 7 |
تعليق واحد