السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، هل يجوز للمسلم الصلاة جالسا؟ حيث أنه من الفرائض التي أمر الإسلام بالحرص عليها هناك الصلاة، وهي فريضة لا تسقط على المسلم إلا في أقسى الظروف.
جدول المحتويات
حكم الصلاة جالسا
لا يجوز للمسلم القادر على الوقوف أن يصلي جالسا، وصلاته باطلة إن فعل ذلك، أما العاجز فتجوز له الصلاة جالسا.
تفصيل حكم الصلاة جالسا
أجمع علماء الاسلام على أن الأصل في الصلاة القيام، وأن المسلم القادر على الوقوف لا تجوز له الصلاة جالسا، واستدل الفقهاء في هذا القول على عدد من الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة[1]سيد سابق، فقه الكتاب والسنة )، الجزء1، الصفحة 134،(بتصرف) .
قال الله تعالى في محكم تنزيله: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ و الصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ و قُومُوا لله قَانِتِينَ)
[2]سورة البقرة، الآية: 238
ففِعل “قُوموا” يدل على وُجوب القيام في أداء الصَّلاة، وأن لا تصلى جلوساً.
وثبت عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: “صلوا كما رأيتموني أصلي”[3]الراوي: الألباني، في صحيح الجامع، عن مالك بن الحويرث، الصفحة أو الرقم: 893، صحيح، والثابت عن النبي صلاة الله عليه أنه يصلي وقوقا.[4]وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية، الموسوعة الفقهية الكويتية، الجزء2، الصفحة 332
وفي حديث عمران بن الحصين رضوان الله عليه أنه عندما سَأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة جلوساً بسبب ألم البواسير، قال له النبي عليه الصلاة والسلام:
“صلِّ قائمًا، فإن لم تستَطِع فقاعدًا، فإن لم تستَطِع فعلَى جنبٍ”[5]الراوي: الألباني، في صحيح الترمذي، عن عمران بن الحصين، الصفحة أو الرقم: 372، صحيح،
وهي آية واضحة بأن الأَوْلى الصلاة قياماً لمن يستطيع.
اقرأ أيضاً: حكم تقبيل المصحف ؟
اعرف: حكم التمائم في الاسلام
الصلاة جالسا للعاجز
الاسلام دين يسر لا دين عسر، بحيث أنه لا يفرض المشقة على عباده، وبه فالعاجز غير القادر يجوز له الصلاة جلوسا، وسنبدأ بالدليل حيث توقفنا وهو قوله صلى الله عليه وسلم: لعمران بأن: صلِّ قائمًا، فإن لم تستَطِع فقاعدًا، فإن لم تستَطِع فعلَى جنبٍ”، فمنه يفهم أنّ الاستطاعة شرط للصلاة وقوفا، وإذا غابت الاستطاعة أمكن للمسلم أن يصلي جلوساً.[6]عطية سالم، شرح بلوغ المرام، الجزء 94، الصفحة 11، (بتصرّف) .
ويقول الفقهاء[7]محمود السبكي، الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق، الجزء 4، الصفحة 32،(بتصرف) أن من استطاع أن يقوم بالاستعانة بالحائط أو العصا فيجب عليه أن يصلي قائما بقدر استطاعته، وإذا كان في جماعة، فيقول الإمام أحمد أنه يجب أن يصلي معهم قائماً بقدر استطاعته ثم يجلس بعدها ويكمل صلاته جلوساً، وعند الشافعية يخير المسلم العاجز بين الصلاة لوحده قائما بقدر الاستطاعة أو الصلاة في الجماعة جلوسا دون قيام.
ووجب القول أنَّ عدم القدرة على الرُكوع والسُجود لا يَسقط به القيام، فالانسان القادر على القيام على حدّ قول الجمهور يجب عليه أن يصلي قائما حتى لو عجز عن الركوع والسجود(ويسقط عنه أداء الركوع والسجود بالطريقة المعروفة)، وخالفهم الحنفية في ذلك وقالوا بأن رُكن القيام يسقط بالكليِّة؛ حيث أن وجوب القِيام جاء لأنه وَسيلة للسّجود والركوع.[8]محمود السبكي، الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق، الجزء 4، الصفحة 33،(بتصرف)
قد يهمك: حكم صيام يوم الشك
اكتشف حكم الجماع في نهار رمضان
حكم صلاة النوافل جالسا
يتفق فقهاء الأمة على جواز صلاة النافلة جلوساً للقادر على الوقوف وللعاجز أيضا، حيث ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى النافلة جالساً، وثبت أيضاً أنه دخل إلى المسجد فوجدهم يصلون جالسين، ويفهم منه أنهم يصلون النوافل، حيث أن الفريضة هو من يصلي بهم ولا يصلون دونه، وبه فحكم الصلاة جالسا في النافلة يجوز.[9]عبدالكريم الخضير، شرح بلوغ المرام، الجزء 33، الصفحة 8، (بتصرف) .
غير أنَّ أَجر من صلى جالسا وهو قادر على الصلاة قائما، له نِصفَ أَجر من صلى واقفاً؛ وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
“صَلاةُ الرَّجُلِ قاعِدًا نِصْفُ الصَّلاةِ”[10]الراوي: مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 735، صحيح
أي انه ينال نصف الأجر فقط. أما في حالة العاجز، فهو إن شاء الله تعالى ينال الاجر كاملاً حيث أن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها، وأداؤه الصلاة جالسا ليس باختياره وإرداته بل رغماً عنه[11]سيد سابق، فقه السنة، الصفحة 134، (بتصرف) .
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
إليك: حكم الإغماء في نهار رمضان
قد يهمك: حكم الصيام دون نية
دين – مرجعي:
المصادر
↑1 | سيد سابق، فقه الكتاب والسنة )، الجزء1، الصفحة 134،(بتصرف) |
---|---|
↑2 | سورة البقرة، الآية: 238 |
↑3 | الراوي: الألباني، في صحيح الجامع، عن مالك بن الحويرث، الصفحة أو الرقم: 893، صحيح |
↑4 | وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية، الموسوعة الفقهية الكويتية، الجزء2، الصفحة 332 |
↑5 | الراوي: الألباني، في صحيح الترمذي، عن عمران بن الحصين، الصفحة أو الرقم: 372، صحيح |
↑6 | عطية سالم، شرح بلوغ المرام، الجزء 94، الصفحة 11، (بتصرّف) |
↑7 | محمود السبكي، الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق، الجزء 4، الصفحة 32،(بتصرف) |
↑8 | محمود السبكي، الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق، الجزء 4، الصفحة 33،(بتصرف) |
↑9 | عبدالكريم الخضير، شرح بلوغ المرام، الجزء 33، الصفحة 8، (بتصرف) |
↑10 | الراوي: مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 735، صحيح |
↑11 | سيد سابق، فقه السنة، الصفحة 134، (بتصرف) |