الكلام في المرحاض أثناء قضاء الحاجة أمرٌ قد يقع فيه الإنسان، سواءً بالنسيان أو بخلافه، فهل يجوز ذلك؟
فلنتابع حكم الكلام في الخلاء.
جدول المحتويات
حكم الكلام في المرحاض
الكلام في المرحاض أثناء قضاء الحاجة مكروه شرعاً، وذلك بإجماع أهل العلم.
تفصيل الكلام في المرحاض
يُكره الكلام في المرحاض شرعاً، وهو ما عليه اتفاق المذاهب الفقهية الأربعة:
- الحنفية. [1]الفتاوى الهندية، (1/50)، وينظر: فتح القدير، للكمال ابن الهمام (1/213)
- المالكية. [2]الشرح الكبير للدردير وحاشية الدسوقي، (1/104)، وينظر: الذخيرة، للقرافي (1/203) [3]الصاوي، حاشية الصاوي على الشرح الصغير، (1/90)
- الشافعية. [4]النووي، المجموع، الجزء 2، الصفحة 87-88[5]الشربيني، مغني المحتاج، الجزء 1، الصفحة 42
- الحنابلة. [6]البهوتي، كشاف القناع، الجزء 1، الصفحة 63[7]المغني، لابن قدامة (1/123)، الشرح الكبير لشمس الدين ابن قدامة (1/82)
وبهذا القول أخذت طائفة من السلف، وهو قول أكثر الفقهاء.
قال الإمام النووي:
“وهذا الذي ذكرناه مِن الكراهةِ في حالِ الاختيارِ هو مذهَبُنا ومذهَبُ الأكثرين، وحكاه ابنُ المُنذِر عن ابن عبَّاس وعطاء وسعيد الجهني وعكرمة رَضِيَ اللهُ عنهم”[8]النووي، شرح النووي على مسلم، الجزء 4، الصفحة 65
وقال الإمام ابن عثيمين:
” لا ينبغي أن يتكلَّمَ حالَ قَضاءِ الحاجة، إلَّا لحاجةٍ، كما قال الفقهاءُ رحمهم الله، كأنْ يُرشِدَ أحدًا، أو كلَّمَه أحدٌ لا بدَّ أن يردَّ عليه، أو كان له حاجةٌ في شخصٍ وخاف أن ينصَرِف، أو طلَبَ ماء ليستنجِيَ، فلا بأس” [9]ابن عثيمين، الشرح الممتع على زاد المستقنع، الجزء 1، الصفحة 119
وقال الإمام النووي في موضع آخر:
“يُكرَه الكلامُ على قضاءِ الحاجةِ بأيِّ نوعٍ كان من أنواع الكلامِ، ويُستثنى من هذا كُلِّه مَوضِعُ الضَّرورة، كما إذا رأى ضريرًا يكاد أن يقَع في بئرٍ، أو رأى حيَّةً أو عقربًا أو غيرَ ذلك يقصِدُ إنسانًا، أو نحو ذلك؛ فإن الكلامَ في هذه المواضعِ ليس بمكروه، بل هو واجبٌ” [10]النووي، شرح النووي على مسلم، الجزء 4، الصفحَة 65
الأدلة عن الحديث في المرحاض
يستند علماء الإسلام في القول بكراهة الحديث والكلام أثناء قضاء الحاجة في الخلاء إلى مجموعة من الأدلة.
ولعل أبرز ما يعتمد عليه فقهاء الإسلام في هذا الموضوع هو الحديث النبوي الشريف الذي جاء فيه:
“أنَّ رجلًا سلَّمَ على النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ وَهوَ يبولُ فلَم يردَّ عليْهِ يعني السَّلامَ” [11]الراوي: عبد الله بن عمر، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح الترمذي، الصفحة أو الرقم: 2720، خلاصة حكم المحدث: حسن … Continue reading
ووجه الدلالة في هذا الحديث هو أنَّ مَن يقضي حاجَتَه لا يجب أن يتكلَّم ولا أن يردُّ سلامًا.[12]الإمام النووي، الإيجاز في شرح سنن أبي داود السِّجستاني، الصفحة 136
وبه فالحديث والكلام في المرحاض مكروه شرعاً، ويشمل هذا الحكم أيضاً عموم قضاء الحاجة، سواءً كان ذلك بالمرحاض أو خارجه في الخلاء الشاسع.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
اقرأ أيضاً: حكم صيام يوم الشك.
ـــ ولمتابعة صفحتنا الرسمية عبر فايسبوك: اضغط هنا ــــ
دين – مرجعي:
المصادر
↑1 | الفتاوى الهندية، (1/50)، وينظر: فتح القدير، للكمال ابن الهمام (1/213) |
---|---|
↑2 | الشرح الكبير للدردير وحاشية الدسوقي، (1/104)، وينظر: الذخيرة، للقرافي (1/203) |
↑3 | الصاوي، حاشية الصاوي على الشرح الصغير، (1/90) |
↑4 | النووي، المجموع، الجزء 2، الصفحة 87-88 |
↑5 | الشربيني، مغني المحتاج، الجزء 1، الصفحة 42 |
↑6 | البهوتي، كشاف القناع، الجزء 1، الصفحة 63 |
↑7 | المغني، لابن قدامة (1/123)، الشرح الكبير لشمس الدين ابن قدامة (1/82) |
↑8 | النووي، شرح النووي على مسلم، الجزء 4، الصفحة 65 |
↑9 | ابن عثيمين، الشرح الممتع على زاد المستقنع، الجزء 1، الصفحة 119 |
↑10 | النووي، شرح النووي على مسلم، الجزء 4، الصفحَة 65 |
↑11 | الراوي: عبد الله بن عمر، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح الترمذي، الصفحة أو الرقم: 2720، خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح |
↑12 | الإمام النووي، الإيجاز في شرح سنن أبي داود السِّجستاني، الصفحة 136 |