السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، كثيرا ما تسأل النساء الحوامل عن حكم صيام الحامل خصوصا أن المرأة الحامل يحدث أن تحس بمشقة في الصيام أو تخشى على سلامتها أو سلامة جنينها، ولكنها تخاف أن تعصي الله أو تأتي أمراً كبيراً، لذلك في هذا المقال سنعرض بحول الله التفصيل الشامل في حكم صيام الحامل، وما يجب عليها القيام به بعد إفطارها.
يجوز الصيام دون نية؟
جدول المحتويات
حكم صيام الحامل
بإجماع فقهاء الإسلام، يجوز للحامل الافطار إذا خشيت حدوث ضرر عليها أو على جنينها، واختلفوا اختلافا بسيطاً في ما يتوجب عليها فعله.
تفصيل حكم صيام الحامل
لا شك أن الإسلام دين يسر لا دين عسر، وفي الصيام وضع الشرع رخصاً استثنائية لمن لا يقدر على الصوم لسبب من الأسباب.
هل السواك يفطر ؟
صيام الحامل في الإسلام
في حكم صيام الحامل، يقول فقهاء الأمة أن المرأة الحامل لو رأت أن في صيامها ضرر وخطر على حملها وجب عليها الإفطار، وحرم عليها الصوم. أما إذا رأت أنها قادرة على الصوم دون مشاكل عليها ودون خطر على جنينها فحينها لا بأس في صيامها [1]ابن تيمية، مجموع الفتاوى، (25/218) .
ويمكن القول أن حكم صيام الحامل يتوافق مع حكم المريض الذي يتضرر بالصيام، وفي هذا الباب ثلاثة أقوال[2]ابن باز، أحكام الصيام، من خلال الموقع الرسمي لفضيلة الإمام ابن باز، (بتصرف) :
القول الأوّل: إذا خافت المرأة الحامل على نفسها أو خافت على جنينها أو على نفسها وجنينها، فحكم صيام الحامل في هذه الحالة هو حكم المريض، فيسمح لها الشرع أن تفطر ووجب عليها القضاء لاحقاً، والدليل على هذا القول هو حديث أنس بن مالك رضي الله عنه الذي جاء فيه: “إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ وضعَ عنِ المسافرِ شطرَ الصَّلاةِ، وعنِ المسافرِ والحاملِ والمرضعِ الصَّومَ”[3]الراوي: الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 1361، حكم الحديث: حسن صحيح .
ما حكم تقبيل المصحف ؟
القول الثّاني: إذا خافت المرأة الحامل على نفسها أو على جنينها، فحكمها يكون حكم المسلم المريض كما جاء في القول السابق بلا خلاف، والاختلاف عن القول السابق هو أن مجاهد والإمام أحمد والشافعي يقول أن الشرع أعطاها رخصة الإفطار ووجب عليها أن تقضي ما عليها من أيّام وتطعم عن كلّ يوم افظارٍ مسكينًا.
القول الثّالث: إذا خافت المرأة الحامل على نفسها أو على جنينها فيمكن لها الإفطار، ولا تحتاج القضاء، بل تكتفي فقط بالإطعام، وهو الرأي الذي ذهب إليه ابن عمر وابن عبّاس رضي الله عنهما، وقد استدلا بحديث نافع مولى ابن عمر الذي جاء فيه : “كانت بنتٌ لابنِ عمرَ تحت رجلٍ من قريشٍ وكانت حاملًا فأصابها عطشٌ في رمضانَ فأمرها ابنُ عمرَ أن تفطرَ وتطعمَ عن كلِّ يومٍ مسكينًا”[4]الراوي: الألباني، في إرواء الغليل، عن نافع مولى ابن عمر ، الصفحة أو الرقم: 4/20، إسناده صحيح.
قضاء صيام شهر رمضان
بعد أن قمنا ببيان حكم صيام الحامل، وأودنا القضاء، لا ضير في التطرق لمسألة القضاء بشكل عام.
من أفطر في رمضان سواءً يوما أو شهرا كاملاً وجب عليه القضاء، وقد أجمع أصحاب المذاهب الأربعة على وجوب القضاء قبل حلول رمضان من السنة الموالية ما لم يكن هناك مانع شرعي يحيل دون ذلك، ودليل هذا هو حديث أم المؤمنين عَائشَة رضي الله عنها الذي قالت فيه: “كان يَكون علَي الصَّوْم مِن رَمَضَان، فَما أسْتَطِيعُ أنْ أقْضِيَ إلَّا في شَعْبَانَ”، قَالَ يَحْيَا: الشُّغْلُ مِن النبي أو بالنبي صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ[5]الراوي: البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1950، صحيح .
ومن كان عليه قضاءٌ ولم يقض قبل رمضان وجب عليه القضاء بعد رمضان والاستغفار والتوبة من هذا الذنب والإثم، حيث أن تأجيل القضاء لما بعد رمضان من السنة الموالية دون عذر شرعي كالمرض أو نحوه يعد ذنبا وإثما عظيما [6]ابن عثيمين، صيام الحامل، الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ابن عثيمين.
والله تعالى أعلى وأعلم.
عن: دين – مرجعي:
في الحياة اليومية العامة، تعترض المسلم مجموعة من الأسئلة والتساؤلات حول بعض القضايا الشائكة التي ترتبط ارتباطا وثيقا مع دينه ومعتقده وهو الإسلام. ولا ضير أو حتى لا بد من استثمار التكنولوجيا والتقدم التقني والعلمي لنشر الدين وزيادة توعية الناس في أمور ومسائل دينهم، خصوصا مع كثيرة الأقوال والاستفسارات التي يطرحها الناس عادةً.
ومن هنا انبثقت فكرة هذا القسم (قسم دين-مرجعي) لِــ يَكون إن شاء لله تعالى المرجع الكامل والشافي لكل مسلمة ومسلم في أمور دينهم.
وبمنتهى الأمانة والاجتهاد يتم كتابة مواضيع هذا القسم. وذلك بعد البحث والتأكد ومراجعة المصادر أولاً بأول. وذلك لتفادي أي خطأ قد ينعكس سلباً على دين الشخص وطريقة عباداته.
في هذا القسم عزيزي المسلم عزيزتي المسلمة ستجد مختلف الأقوال التي ترِد في القضايا الدينية، بحيث سنحاول قدر الإمكان الاستماع لكل المذاهب في أطروحاتهم وأجوبتهم وفتاواهم، دون أي تعليقات أو تعقيبات أو اجتهادات شخصية.
وأي توفيق أناله فهو من الله وأي تقصير فهو مني، وسبحان من لا يخطئ ولا يغفو.
ونسأل الله أن يبارك هذا العمل وينفع به الأمة، ويصلح الجميع وييسّر الأمور ويرزقنا من فضله وينعم علينا بالعلم ويديم علينا نعمة الإسلام وكفى بها نعمة، ولا حول ولا قوة إلا بالله، والحمد لله رب العالمين. (موقع مرجعي)
المصادر
↑1 | ابن تيمية، مجموع الفتاوى، (25/218) |
---|---|
↑2 | ابن باز، أحكام الصيام، من خلال الموقع الرسمي لفضيلة الإمام ابن باز، (بتصرف) |
↑3 | الراوي: الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 1361، حكم الحديث: حسن صحيح |
↑4 | الراوي: الألباني، في إرواء الغليل، عن نافع مولى ابن عمر ، الصفحة أو الرقم: 4/20، إسناده صحيح |
↑5 | الراوي: البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1950، صحيح |
↑6 | ابن عثيمين، صيام الحامل، الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ابن عثيمين |