إن عملية الإصابة بالالتهابات هي أحد وسائل الجسم الدفاعية من أجل تحديد مكان الخلل والعمل على تحقيق الشفاء، ولكن إذا أصبحت هذه الالتهابات مزمنة ستتحول إلى مشكلة خطيرة تهدد الصحّة العامة.
وقد تطول مدّة الإصابة بالالتهابات المزمنة لأسابيع أو أشهر أو حتى سنوات، فتتسبب في حدوث الكثير من المشكلات الصحيّة وتؤثر على صحّة القلب والأوعية الدموية وغيرها من أنسجة الجسم، ولتجنّب كل ذلك التزم بممارسة حمية علاج الالتهابات وعدّل من نمط حياتك.
جدول المحتويات
حمية علاج الالتهابات
يحفّز الجسم حدوث الالتهابات عند وجود إصابات بالجسم أو عدوى ميكروبية أو مرض من الأمراض، وهي وسيلته الدفاعية للتعامل مع هذه المشكلات الصحيّة ومقاومتها وعلاجها، وعندما يحدث الالتهاب تستجيب خلايا الدم البيضاء والأجسام المناعية له وتتوجه إلى مركز الالتهاب وكذلك بعض المركبات التي ينتجها الجسم مثل السيتوكينز الذي يعمل على محاربة العدوى الميكروبية.
ومن الأعراض التي تظهر على الجسم عند حدوث التهاب حاد:
- الإحمرار
- التورّم
- ارتفاع درجة حرارة المنطقة الملتهبة
- حدوث ألم في تلك المنطقة.
أما أعراض الالتهاب المزمن فتكون غير ملحوظة ويمكن أن تتسبب في حدوث الكثير من الأمراض المزمنة مثل مرض السكر من النوع الثاني وأمراض القلب، وتدهّن الكبد، والسرطان، وهذه الالتهابات تحدث عادة بسبب البدانة ووقوع الإنسان تحت ضغوط جسدية وعصبية مستمرة.
ويمكن تشخيص الالتهابات بواسطة بعض الفحوصات المعملية مثل “بروتين سي النشط C-reactive protein” والهوموسيستين.
اقرأ أيضًا: حمية البحر المتوسط
أسباب حدوث الالتهابات المزمنة
الكثير من العادات اليومية يمكن أن تتسبب في الإصابة بالالتهابات المزمنة، مثل الإسراف في تناول الأغذية السكريّة والأغذية العالية في محتواها من الفركتوز فهي تؤدي لإصابة خلايا الجسم بمقاومة الإنسولين وترفع من مخاطر الإصابة بمرض السكر من النوع الثاني والبدانة.
ويعتقد العلماء ان الإسراف في تناول الكربوهيدرات المكررة، مثل الخبز الأبيض والأغذية المعلّبة، يمكن أن يحفّز الالتهابات ويدمّر الطبقة الداخلية من الخلايا التي تحمي الشرايين.
بعض أنواع الزيوت النباتية وخاصة المهدرجة يمكن أن تسبب إضراب في نسب الأحماض الدهنية أوميجا – 3 ، وأوميجا – 6 وهو سبب أخر لحدوث الالتهابات المزمنة.
وفوق كل ذلك يعد نمط الحياة الخامل الخالي من الحركة والنظام الغذائي المعتمد على الوجبات الجاهزة والمقلية سببًا هامًا في تحفيز ظهور هذه الالتهابات.[1]https://www.healthline.com/nutrition/anti-inflammatory-diet-101#sample-menu
قواعد رجيم علاج الالتهابات المزمنة
تعتمد فكرة حمية علاج الالتهابات على تناول بعض أنواع الأغذية الغنية بمضادات الأكسدة، والتي تمنح الخلايا جميع ما تحتاج إليه من مغذيات، وتحفّز من قدرة خلايا الجسم على التجدد، وتقلل من الضغوط الواقعة عليها.
وعلى الجانب الأخر يجب الامتناع تمامًا عن كافة الأغذية التي تحفّز من ظهور الالتهابات والتي تسبب اضطراب عملية أيض الغذاء.
ويجب أن يتضمن الغذاء في هذه الحالة وجبات متوازنة من البروتينات والكربوهيدرات والدهون الصحيّة بالإضافة إلى الخضر والفاكهة وشرب كميات وافرة من المياه.
ويعتقد البعض أن أهم الحميات التي تقلل الالتهابات هي تلك التي تشبه حمية البحر المتوسط أو الحمية قليلة الكربوهيدرات أو الحمية النباتية، وكلها أنظمة غذائية تعزز من عملية الأيض وتكافح السمنة والالتهابات.
اقرأ أيضًا: النظام الغذائي النباتي
الأغذية التي يجب تجنبها عند ممارسة حمية علاج الالتهابات
تشير الدراسات إلى أن بعض أنواع الأغذية يمكنها أن تحفّز ظهور الالتهابات وأهم هذه الأغذية:
- المشروبات السكرية: مثل عصائر الفاكهة المحلّاة والمشروبات الغازية.
- الحبوب المنخولة: والتي يصنع منها الخبز الأبيض والمعكرونة البيضاء وغيرها.
- الحلويات: مثل البسكويت والكعك والحلوى الجافة والأيس كريم.
- اللحوم المصنّعة: مثل الهوت دوج والسجق.
- الوجبات الخفيفة المصنّعة: مثل الشيبسي والمقرمشات والبريتزل.
- بعض أنواع الزيوت: مثل زيت الصويا وزيت الذرة.
- الدهون المحوّلة: الأغذية التي تدخل الدهون المهدرجة في صناعتها.
- الكحولات: وخاصة لمن يسرفون في شرب المشروبات الكحولية.
الأغذية التي ينصح بتناولها عند اتباع حمية علاج الالتهابات
تتضمن الحمية تناول كميات وافرة من المأكولات التالية:
- الخضر: مثل البروكلي والكالي والخس والكرنب والقرنبيط.
- الفواكه: وخاصة تلك الغنية بالصبغات النباتية الملونة مثل التوت والعنب والكرز.
- الفاكهة الدهنية: مثل الأفوكادو والزيتون.
- الدهون الصحيّة: مثل زيت الزيتون وزيت الأفوكادو.
- الأسماك الدهنية: مثل السالمون والسردين والتونة والماكريل والأنشوجة.
- المكسرات: مثل الجوز واللوز والبندق والكاجو.
- الفلفل: بكل أنواعه الباردة والحارة.
- الشيكولاتة الداكنة.
- الشاي الأخضر.
أفضل وجبات جانبية يمكنك تناولها إذا شعرت بالجوع:
- تعد المكسرات من أفضل الأغذية المقاومة للالتهابات التي يمكن أن تصلح كوجبة جانبية عند الشعور بالجوع.
- الفاكهة أيضًا حيث يمكنك تناول ثمرة واحدة بين الوجبات لكبح الشعور بالجوع.
- شرائح الجزر والفلفل الأخضر المتبلة بزيت الزيتون.
نموذج لوجبات يوم من أيام حمية علاج الالتهابات
الإفطار:
- ثلاث بيضات أومليت مع كوب مشروم وكوب من الكالي الأخضر يتم طهيها معًا في زيت زيتون.
- كوب من الكرز.
- شاي أخضر أو ماء.
الغداء:
- شريحة سالمون مشوي مع خضر طازجة وزيت زيتون وخل.
- كوب من الزبادي اليوناني مع حفنة من التوت البرّي ورشّة لوز.
- شاي مثلّج غير محلّى أو ماء.
وجبة خفيفة:
- شرائح الفلفل الأخضر المتبّلة بصلصلة الجواكامولي.
العشاء:
- دجاج بالكاري مع البطاطا الحلوة والقرنبيط والبروكلي.
- حوالي 280 ملليلتر من عصير العنب الطبيعي الغير محلّى.
- حوالي 30 جرام من الشيكولاتة الداكنة (80% كاكاو).
فوائد حمية علاج الالتهابات
من أهم فوائد هذه الحمية قدرتها على علاج الالتهابات المزمنة والحادة والوقاية من حدوثها في جميع أجزاء الجسم، وبذلك تقلل من مخاطر الإصابة بمجموعة من المشكلات الصحيّة أهمها:
- التهابات المفاصل.
- أمراض المناعة الذاتية.
- الربو.
- السكر.
- مقاومة الإنسولين.
- أمراض القلب.
- متلازمة الأيض.
- السمنة.
هل رجيم علاج الالتهابات المزمنة يعد أمنًا؟
لم تظهر الدراسات وجود أي أعراض جانبية ضارة عند الالتزام بالحمية المقاومة للالتهابات وذلك بحسب ما أكدت العديد من الدراسات، بل أنه أكثر فاعلية وأمان من استخدام مضادات الالتهابات المختلفة التي يمكن أن تترك ورائها الكثير من المضاعفات والأضرار الجانبية.
فلا يوجد أي مشكلة إذا ما ألزمت نفسك بالامتناع عن تناول بعض الأغذية أو تناول أغذية أخرى لفائدتها الغذائية الكبيرة، طالما أبقيت على التوازن الغذائي المطلوب واهتممت بتناول كل المغذيات التي يحتاج إليها الجسم.
ومن مميزات حمية علاج الالتهابات أنها غير مقيدة بدرجة مقلقة، ولا تتسبب في إصابة من يتبعها بأي اضطرابات غذائية أو صحيّة.[2]https://parade.com/966533/marysauer/anti-inflammatory-diet/
حقائق متعلّقة بممارسة حمية علاج الالتهابات
- لا تعد الالتهابات سيئة بالضرورة ففي بعض الحالات تكون وسيلة الجسم لمقاومة الأمراض، وتكمن الخطورة عندما تكون تلك الالتهابات مزمنة وخافية.
- حمية علاج الالتهابات تساعد خلايا الجسم على التجدد وتصلح الأنسجة التالفة.
- يشبه رجيم علاج الالتهابات المزمنة إلى حد كبير حمية البحر المتوسط التي تقاوم الشيخوخة وتحسن من الحالة العقلية والجسدية.
- الأولوية في هذه الحمية للخضر والفاكهة تليها البقوليات والحبوب الكاملة ثم الدهون الصحيّة والأسماك وثمار البحر.
- تجنّب تمامًا اللحوم المصنّعة لخطورتها على الصحّة العامة، وتحفيزها للالتهابات المزمنة.
- الأغذية الطازجة والكاملة الغير مصنّعة لها الأولوية في هذه الحمية.
- إذا كنت تشعر بالتعب والإجهاد وغيرها من الأعراض الغير مرغوبه، يمكنك أن تعطي حمية علاج الالتهابات فرصة لتقوم بعملها وستشعر بالتحسّن بعد فترة قصيرة من الالتزام بها.
- فكّر مرتين قبل استخدام السكر في التحلية.
- أضف لغذائك التوابل الصحيّة المقاومة للالتهابات مثل الكركم والزنجبيل.
- تناول الأغذية التي تحتوي على صبغات نباتية طبيعية.
- اقرأ المكونات المدونة على الأغذية المعبّأة قبل شرائها.