السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، من الأمور المنتشرة في تصرفاتنا كمسلمين الحديث أو الكلام أثناء الوضوء، فما قول الشرع في ذلك؟ وهل الكلام يفسد الوضوء أو ينقص من أجره؟

هل السواك يفطر؟ 

حكم الحلف بغير الله

حكم الكلام أثناء الوضوء

الكلام أثناء الوضوء لا يبطله، واختلف الفقهاء بين كراهة الكلام أثناء الوضوء وإباحته، والراجح أنه مباح.

تفصيل حكم الكلام أثناء الوضوء

وضع الإسلام ضوابط واضحة للعبادات، فوضّح سننها ومستحباتها وفرائصها ونواقضها، والوضوء هو الآخر له فرائض ومستحبات وسنن ومكروهات، والكلام أثناء الوضوء لا ينقض وضوء المسلم لكن اختلف علماء الأمة في حكمه، وكل فريق أسند قوله بحجج وأدلة، رغم أن الراجح هو أن الكلام أثناء الوضوء مباح ولا إشكال فيه:

الكلام أثناء الوضوء مباح

يستند الفقهاء ممن يأخذون بإباحة الكلام أثناء الوضوء إلى أنه لم يَرد في الكتاب أو السنة أي دليل صريح بكراهة أو بحرمانية الحديث أثناء الوضوء.

ويستدلون كذلك بكون الرسول قد تكلم أثناء وضوءه، بحيث أنه جاء في حديث أم هانئ بنت أبي طالب رضوان الله عليها أنها قالت: “ذَهَبْتُ إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه و سلَّمَ عَامَ الفَتْحِ، فَوَجَدْتُهُ يَغْتَسِلُ و فَاطِمَةُ ابْنَتُهُ تَسْتُرُهُ، فَسَلَّمْتُ عليه، فَقَالَ: مَن هذِه فَقُلتُ: أنَا أُمُّ هَانِئٍ بنْتُ أبِي طَالِبٍ، فَقَالَ: مَرْحَبًا بأُمِّ هَانِئٍ”^[1]الراوي: البخاري ، في صحيح البخاري، عن أم هانئ بنت أبي طالب، الصفحة أو الرقم: 6158 ، حكم الحديث: صحيح.

ويذهب ابن باز^[2]ابن باز، حكم رد السلام والكلام أثناء الوضوء، الموقع الرسمي لفضيلة الإمام ابن باز هو الآخر في فتواه إلى تبني هذا القول واعتبار أن قول المخالفين يستند إلى أدلة ضعيفة، وهم ما سيتبين في الفقرة المقبلة.

كراهة الكلام أثناء الوضوء

كراهة الكلام أثناء الوضوء ذهب إليه المالكيّة^[3]التاج والإكليل (1/ 369، 370)، والخرشي (1/ 137) في أحد أقوالهم، كما أنه القول الرّاجح عند الحنفية ^[4]قال الزيلعي في تبيين الحقائق (1/ 6، 7): ومن آداب الوضوء استقبال القبلة، وذَكَر أشياء، ثم قال: وأن لا يتكلم فيه … Continue reading والحنابلة ^[5]الآداب الشرعية (1/ 335)، الإنصاف (1/ 137) .

واستدلوا في تبني هذا القول بحديثين وهما:

الحديث الأول: وهو حـديث المـهاجر بـن قنفذ رضوان الله عليه الذي قال فيه: “أتيتُ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ و سلَّمَ و هوَ يتوضَّأُ فسلَّمتُ عليهِ فلم يردَّ عليَّ السَّلامَ، و لمَّا فرغَ من وضوئِه قالَ إنَّهُ لم يمنعني من أن أردَّ إلَّا أنِّي كنتُ علَى غيرِ وضوءٍ”^[6]الراوي: الألباني ، في صحيح ابن ماجه، عن المهاجر بن قنفذ ، الصفحة أو الرقم: 285 ، حكم الحديث: صحيح

الحديث الثاني: وفيه أنه جاء عن عثمانَ بنِ عفانَ رضوان الله عليه”أنّه سلّم عليه رجلٌ و هو يتوضَّأ فلم يردَّ عليه حتى فرغ فلما فرغ كلمَّه معتذرًا إليه و قال له: لم يمنعْني أنْ أردَّ عليك إلا أني سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ و سلَّمَ يقولُ: من توضأ هكذا و لم يتكلمْ ثم قال: أشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحده لا شريكَ له و أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه غُفر له بين الوضوءين”^[7]الراوي: ابن دقيق العيد، في الإمام ، عن عثمان بن عفان ، الصفحة أو الرقم: 2/55 ، ذكر فيه صالح بن عبد الجبار ذكر ابن … Continue reading.

ويرد المخالفون لهذا القول بأن وجه الاستدلال ضعيف، حيث أن الحديث الأول لا يتحدث عن أن الوضوء هو المانع عن الرد بل أن عدم الطهارة هو المانع، والحديث الثاني هو حديث ضعيف جدا ولا يؤخذ به.

ما حكم تقبيل المصحف ؟

ما حكم التمائم في الاسلام؟

الحسم في حكم الكلام أثناء الوضوء

أجمع العلماء على أن ما جاء في حكم كراهة الكلام أثناء الوضوء، هو محمولٌ على أولوية الترك، أي أن “تركه أولى” وليس “فعله كراهة”، وهو ما ذكره الإمام النووي في “المجموع”^[8]قال النووي في المجموع (1/ 489): سنن الوضوء ومستحباته، منها، ثم ذكر: وأن لا يتكلم فيه لغير حاجة. حاشية الجمل (1/ 133) ، حيث أنه قد عدّ ترك الكلام من سنن الوضوء.

وقد أفتى الشيخ ابن عثيمين رحمة الله عليه في هذه المسألة وقال أن الكلام أثناء الوضوء ليس بمكروه، غير أنه الأَوْلى والأفضل عدم الكلام، وذلك كي لا ينشغل صاحب الوضوء أو يشوَّش فيسقط شيئاً من فرائض الوضوء. وإذا تكلم المتوضئ في وضوءه فلا شيء عليه^[9]ابن عثيمين، حكم الكلام أثناء الوضوء، الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ابن عثيمين.

والله تعالى أعلى وأعلم.

حكم الإغماء في نهار رمضان  

يجوز الصيام دون نية؟ 

عن: دين – مرجعي:

في الحياة اليومية العامة، تعترض المسلم مجموعة من الأسئلة والتساؤلات حول بعض القضايا الشائكة التي ترتبط ارتباطا وثيقا مع دينه ومعتقده وهو الإسلام. ولا ضير أو حتى لا بد من استثمار التكنولوجيا والتقدم التقني والعلمي لنشر الدين وزيادة توعية الناس في أمور ومسائل دينهم، خصوصا مع كثيرة الأقوال والاستفسارات التي يطرحها الناس عادةً.

ومن هنا انبثقت فكرة هذا القسم (قسم دين-مرجعي) لِــ يَكون إن شاء لله تعالى المرجع الكامل والشافي لكل مسلمة ومسلم في أمور دينهم.

وبمنتهى الأمانة والاجتهاد يتم كتابة مواضيع هذا القسم. وذلك بعد البحث والتأكد ومراجعة المصادر أولاً بأول. وذلك لتفادي أي خطأ قد ينعكس سلباً على دين الشخص وطريقة عباداته.

في هذا القسم عزيزي المسلم عزيزتي المسلمة ستجد مختلف الأقوال التي ترِد في القضايا الدينية، بحيث سنحاول قدر الإمكان الاستماع لكل المذاهب في أطروحاتهم وأجوبتهم وفتاواهم، دون أي تعليقات أو تعقيبات أو اجتهادات شخصية.

وأي توفيق أناله فهو من الله وأي تقصير فهو مني، وسبحان من لا يخطئ ولا يغفو.

ونسأل الله أن يبارك هذا العمل وينفع به الأمة، ويصلح الجميع وييسّر الأمور ويرزقنا من فضله وينعم علينا بالعلم ويديم علينا نعمة الإسلام وكفى بها نعمة، ولا حول ولا قوة إلا بالله، والحمد لله رب العالمين. (موقع مرجعي)