الحمد لله و الصلاة و السلام على اشرف المرسلين سيدنا و حبيبنا محمد و على اله و صحبه اجمعين. من الامور المنتشرة و المتداولة في الحياة هو الحلف بغير الله، سواء الحلف بالام او الكعبة أو المصحف أو نحو ذلك.
قد يهمك ايضا: حكم الحلف بالطلاق
جدول المحتويات
حكم الحلف بغير الله
الحلف بغير الله بإجماع أهل العلم لا يجوز ، فالحلف بالنبي او المصحف او الأم أو نحوه يقوم مقام الشرك و العياذ بالله.
تفصيل حكم الحلف بغير الله
سنرى في السطور القادمة التفصيل الشامل الكافي في حكم الحلف بغير الله.
قد يعجبك: حكم التمائم في الاسلام
ابن باز و حكم الحلف بغير الله
يقول الامام ابن باز في طرحه لــ حكم الحلف بغير الله أنه لا يجوز الحلف بأي شيء من المخلوقات، سواء بالنبي صلى الله عليه و سلم، أو بالكعبة، أو بالأم، أو غير ذلك…، و ذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: « من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك » (الراوي: عبد الله بن عمر، السيوطي، الجامع الصغير، الصفخة او الرقم: 8632، المجدث: صحيح)
و قال ابن باز رحمه الله تعالى أن الحلف بغير الله و القسم به منكر من المحرمات الشركية، فلا يجوز أن يحلف المرء لا بالنبي و لا بأبيه و لا بأمه و لا بشرف فلان، و لا بحياة فلان، و لا بالكعبة، و لا بنحو ذلك..
و يضيف ابن باز أنه نوع من أنواع الشرك الأصغر، و قد يكون أكبر إذا حصل في قلبه نوع من التعظيم للمخلوق الذي اقسم به ما هو من جنس تعظيم الله، وهنا يكون كفرًا أكبر. و الغياذ بالله. و كفارة ذلك أن يشهد ان لا اله الا الله و يأتي بكلمة التوحيد بقلب صادق و بنية مخلصة، ليُكفِّر بها ما صدر منه من شرك.
الشيخ ابن عثيمين و حكم الحلف بغير الله
يقول الشيخ ابن عثيميين في هذا الباب، أن الحلف بغير الله شرك، لكن الشرك هنا أصغر؛ لأنه دلّت النصوص على أن مجرد الحلف بغير الله لا يخرج من الملة. و يقول انه لا يجوز بالكلّية. و ذلك استنادا لقول النبي صلى الله عليه وسلم (من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت) [1]الراوي: عبد الله بن عمر، المحدث البخاري، صحيخ البخاري، الصفحة او الرقم: 2679، حكم المحدث: صحيح و لقوله كذلك (من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك) [2]الراوي عبد الله بن عمر، المحدث: السيوطي ، الجامع الكبير، الصفحة أو الرقم: 8623، حكم المحدث: صحيح
لذلك فلا يجوز الحلف بالنبي و لا بالكعبة و لا بالوالدين و لا بجبريل و لا بالصالحين و الأئمة و غيرهم… و من فعل ذلك فليستغفر الله وليتب إليه.
و يقول الشيخ ابن عثيمين في نفس هذا السياق: “فالحلف على المصحف هو أمر لم يكن عند السلف الصالح، كما لم يكن في عهد النبي صلى الله عليه و سلم، و لا في عهد الصحابة حتىّ، بل و حتى بعد كتابة المصحف و تدوينه، لم يكونوا يحلفون على المصحف. فليحلف الإنسان بالله سبحانه و تعالى و كفى. “
حكم عدم قراءة الفاتحة في الصلاة
الحلف بغير الله عند ابن القيم و الحافظ ابن حجر
قال ابن القيم في جوابه عن الحلف بعير الله، أنه “من الكبائر، وذلك لما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم: ( من حلف بغير الله، فقد أشرك )، وقد قصّر كل التقصير اولئك الذين يقولون انه فقط مكروه، فرتبته فوق رتبة الكبائر” [3]إعلام الموقعين، 6/571 – 572
و نفس القول يتبناه الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى حيث يقول ” … فإن من اعتقد في المحلوف به ، مِن درجة التعظيم ، ما يعتقده في الله تعالى : فذلك حرامٌ الحلف به، و قد كان بذلك الاعتقاد كافراً ، و وجب عليه التوبة”[4]فتح الباري، 11/ 531 .
أحاديث نبوية في الحلف بغير الله
- (من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك)[5]أخرجه الترمذي والحاكم بإسناد صحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما
- ( من حلف بالأمانة فليس منا ) [6]الراوي: بريدة بن الحصيب الاسلمي، المجدث: السيوطي، الجامع الصغير، لصفحة او الرقم 8627، حكم المجدث: صحيح
- (من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت) [7]الراوي عبد الله بن عمر، المحدث: البخاري، صحيح البخاري، الرقم او الصفحة 2679، حكم المحدث: صحيح
- ( لا تحلفوا بآبائكم ولا بأمهاتكم ولا بالأنداد ولا تحلفوا بالله إلا وأنتم صادقون)[8]الراوي: ابو هريرة، المحدث: الالباني، صحيح ابي داوود، الصفحة او الرقم: 3248، حكم المحدث صحيح
- (من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك) [9]الراوي: عبد الله بـن عمر، المحدث: السيوطـي – الجامع الكبير، الرقم او الصفحة: 8623، حكم المحدث صحيح
ما هو حكم تعليق التمائم؟
عن: دين – مرجعي:
في الحياة اليومية العامة، تعترض المسلم مجموعة من الاسئلة و التساؤلات حول بعض القضايا الشائكة التي ترتبط ارتباطا وثيقا مع دينه و معتقده و هو الاسلام. و لا ضير او حتى لا بد من استثمار التكنولوجيا و التقدم التقني و العلمي لنشر الدين و زيادة توعية الناس في امور و مسائل دينهم، خصوصا مع كثيرة الاقوال و الاستفسارات التي يطرحها الناس عادةً. و من هنا انبثقت فكرة هذا القسم (قسم دين-مرجعي) لِــ يَكون ان شاء لله تعالى المرجع الكامل و الشافي لكل مسلمة و مسلم في امور دينهم.
و بمنتهى الامانة و الاجتهاد يتم كتابة مواضيع هذا القسم. و ذلك بعد البحث و التأكد و مراجعة المصادر اولاً بأول. و ذلك لتفادي أي خطأ قد ينعكس سلباً على دين الشخص و طريقة عباداته.
في هذا القسم عزيزي المسلم عزيزتي المسلمة ستجد مختلف الاقوال التي ترد في القضايا الدينية، بحيث سنحاول قدر الامكان الاستماع لكل المذاهب افي أطروحاتهم و اجوبتهم و فتاواهم، دون أي تعليقات او تعقيبات او اجتهادات شخصية.
و أي توفيق اناله فهو من الله و أي تقصير فهو مني. و سبحان من لا يخطئ و لا يغفو.
و نسال الله ان يبارك هذا العمل و ينفع به الامة، و يصلح الجميع و ييسّر الامور و يرزقنا من فضله و ينعم علينا بالعلم و يديم علينا نعمة الاسلام و كفى بها نعمة. و لا حول و لا قوة الا بالله، و الحمد لله رب العالمين. (موقع مرجعي)
المصادر
↑1 | الراوي: عبد الله بن عمر، المحدث البخاري، صحيخ البخاري، الصفحة او الرقم: 2679، حكم المحدث: صحيح |
---|---|
↑2 | الراوي عبد الله بن عمر، المحدث: السيوطي ، الجامع الكبير، الصفحة أو الرقم: 8623، حكم المحدث: صحيح |
↑3 | إعلام الموقعين، 6/571 – 572 |
↑4 | فتح الباري، 11/ 531 |
↑5 | أخرجه الترمذي والحاكم بإسناد صحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما |
↑6 | الراوي: بريدة بن الحصيب الاسلمي، المجدث: السيوطي، الجامع الصغير، لصفحة او الرقم 8627، حكم المجدث: صحيح |
↑7 | الراوي عبد الله بن عمر، المحدث: البخاري، صحيح البخاري، الرقم او الصفحة 2679، حكم المحدث: صحيح |
↑8 | الراوي: ابو هريرة، المحدث: الالباني، صحيح ابي داوود، الصفحة او الرقم: 3248، حكم المحدث صحيح |
↑9 | الراوي: عبد الله بـن عمر، المحدث: السيوطـي – الجامع الكبير، الرقم او الصفحة: 8623، حكم المحدث صحيح |
15 تعليقات