تعمل جراحة المجازة المعدية على تصغير حجم المعدة، حتى لا يتمكّن المريض الذي يعاني من السمنة المفرطة من تناول كميات كبيرة من الطعام، وسيعمل الجرّاح في هذه الحالة على إعادة توجيه الجهاز الهضمي حتى لا يتمكّن من امتصاص الغذاء بالنسب المعتادة.[1]https://www.webmd.com/diet/obesity/gastric-bypass-operations
جدول المحتويات
جراحة المجازة المعدية
هناك الكثير من الأساليب المتبعة في إجراء عملية المجازة المعدية وأهم هذه الأساليب الجراحية:
المجازة المعدية Roux-en-Y
وتعد النوع الأكثر انتشارًا من بين جراحات المجازة المعدية، ويمكن إجراء هذه الجراحة من خلال شق بسيط يشفى خلال فترة قصيرة من الزمن، ويقوم الجراح بتكوين كيس صغير من المعدة عبر تدبيسها أو عن طريق الربط الرأسي، من أجل تقليل حجم كيس المعدة الذي يستقبل الطعام فتقل الكمية التي يستطيع المريض تناولها يوميًا من الغذاء.
وبعد ذلك يقوم بعمل جزء من الأمعاء على شكل حرف (Y) يصل بين الجيب الذي قام بتشكيله من المعدة والأمعاء الدقيقة بشكل مباشر، وبذلك يتخطّى جزء كبير من الجهاز الهضمي فتقل أعداد السعرات الحرارية التي تصل للجسم يوميًا.
عملية التحويل الشامل
يتم في هذه العملية تحويل مسار الجهاز الهضمي مستبعدًا مسار البنكرياس والعصارة الصفراوية، ما يعني أن الجرّاح يتخطّى أغلب القناة الهضمية موصّلًا الجيب الذي صنعه من المعدة بنهاية الأمعاء الدقيقة مباشرة، وهي وسيلة فعّالة لإنقاص نسبة عالية من الوزن، ولكن لا تستخدم إلا في حالات خاصة جدًا، لأن لها مضاعفات خطيرة على الصحّة وتتسبب في نقص كبير في العناصر الغذائية.
مخاطر إجراء عملية المجازة المعدية
إذا كنت تعاني من الإصابة بالسمنة المفرطة، ويزيد مؤشر كتلة الجسم لديك عن 40، أو 35 مع وجود أمراض خطيرة متعلّقة بفرط السمنة، ولم تفلح كل محاولاتك لإنقاص الوزن بالطرق الأمنة مثل الأنظمة الغذائية وممارسة الرياضة وأدوية التخسيس، فقد يطلب منك طبيبك إجراء جراحة المجازة المعدية وهي وسيلة فعّالة لإنقاص الوزن وتقليل الكثير من المخاطر المتعلّقة بزيادة الوزن مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، وارتفاع ضغط الدم، ومرض السكر من النوع الثاني، وتوقف التنفس أثناء النوم، والتهابات المفاصل.
ولكن هناك أيضًا الكثير من المخاطر التي ترتبط بإجراء عملية تحويل مسار الجهاز الهضمي، مثل العدوى الميكروبية والجلطات الدموية والنزيف الداخلي كما يمكن أن تسبب الجراحة تسريب السوائل والعصارات الهاضمة والغذاء المهضوم إلى تجويف البطن ما يتسبب في خطورة كبيرة على حياة المريض، ومن المخاطر الأخرى لإجراء هذه الجراحة:
- تمدد المعدة: مع الوقت يعاود حجم المعدة التمدد ويمكن أن يعود إلى حالته الأولى.
- تفكك الدبابيس: يمكن أن تتفكك دبابيس تثبيت المعدة وتسقط.
- نقص المغذيّات: يعاني المريض من نقص في المغذيات الهامة مثل الفيتامينات والمعادن وغيرها من المواد الضرورية للجسم.
- تضيّق الفتحة الواصلة بين المعدة والأمعاء: وهي مشكلة تتسبب في حدوث قيء وغثيان وارتجاع، وتجعل المريض يعزف عن تناول الطعام وتحتاج إلى إجراء توسيع.
- متلازمة الإغراق: وهي من مضاعفات جراحة المجازة المعدية حيث يمكن أن ينتقل الطعام من المعدة للأمعاء بسرعة كبيرة مسببًا الكثير من الأعراض منها الغثيان والإغماء والشعور بالضعف والتعرّق، وقد يتسبب في حدوث إسهال بعد الأكل.
- حصوات المرارة: أحد المضاعفات الناتجة عن فقد الوزن بسرعة كبيرة وتحتاج لعلاج.
اقرأ أيضًا: حمية 1200 سعر حراري
أعراض التسريب المعوي المعدي (التسريب التفاغري)
التسريبات التفاغرية هي أحد مضاعفات جراحة المجازة المعدية الأكثر خطورة، وتصيب 1.5% – 6.0% من الأشخاص الذين أجريت لهم الجراحة، وقد يحدث التسرب بعد مرور بضعة أسابيع على إجراء الجراحة بينما يصاب بها أخرون في غضن ثلاثة أيام، وأهم أعراض التسريب التفاغري:
- ارتفاع درجة حرارة الجسم
- تسارع نبضات القلب
- نزول إفرازات من الجرح الجراحي
- الإصابة بآلام في الكتف الأيسر.
- انخفاض مستويات ضغط الدم
- انخفاض معدلات إنتاج البول
وتزيد مخاطر الإصابة بالتسريب التفاغري بزيادة درجة الإصابة بالسمنة، وخاصة لمن أجروا سابقًا جراحات بالبطن.
تشخيص وعلاج التسريب التفاغري
يتم تشخيص المشكلة عبر استخدام الأشعة المقطعية بعد ابتلاع نوع معين من الصبغة التي تستخدم مع الأشعة السينية للتأكد من مسار الصبغة في الجهاز الهضمي وما إذا كانت ستتسرب من القناة الهضمية لتجويف البطن من خلال الفتحة الرابطة بين المعدة والأمعاء، فإذا كانت الأشعة لا يظهر بها تسريب ومع ذلك ظل المريض يعاني من الأعراض المذكورة سابقًا قد يقوم الطبيب بعمل جراحة للكشف عن مكان التسريب.
يعالج الفريق الطبي التسريب باستخدام مضادات حيوية وريدية، ويتم تصريف أي تسريب حدث بالبطن، وعمل تنظير علوي لوضع دعامة مؤقتة في منطقة التسريب عبر كيس المعدة، وفي بعض الأحيان يتم عمل مفاغرة جديدة، ويمنع تناول الطعام في هذه الحالة عن طريق الفم، حيث يتم تغذية المريض وريديًا.[2]https://www.hopkinsmedicine.org/health/treatment-tests-and-therapies/risks-of-gastric-bypass-surgery-anastomotic-leaking
مضاعفات التسريب المعدي المعوي
يمكن أن يسبب التسريب التفاغري عدوى ميكروبية أو نزيف مميت وقد يكون مهددًا للحياة، ومن المضاعفات الطويلة الأمد:
- الإصابة بالقرح.
- الندوب.
- التضيّق حيث ترتبط الأمعاء بجيب المعدة.
- تكوين ناسور عبر الجلد.
- الالتهاب الرئوي.
اقرأ أيضًا: حمية باليو
نصائح لمن يرغب في إجراء جراحة المجازة المعدية
إذا رغبت في إجراء جراحة المجازة المعدية لعلاج مشكلة السمنة فعليك أن تدرس القرار بعناية وتتعرف على كافة المخاطر المحتملة لإجراء هذه الجراحة، وعليك أن توازن بين ما يمكنك ان تحصل عليه من فوائد من إجراء هذه الجراحة وما يمكن أن يصيبك منها من مضاعفات.
وإذا كنت قد قمت بإجراء جراحة المجازة المعدية بالفعل فعليك أن تلتزم بعدها بنمط حياة صحّي حتى تضمن البقاء في حالة صحيّة جيدة بدون استعادة الوزن الزائد وعليك أن تمارس الرياضة بشكل منتظم، وتعتمد خيارات صحيّة في غذائك ولا تسرف في تناول الطعام، أو تستسلم للمغريات.
سيعلمك خبير التغذية كيفية تغيير عاداتك الغذائية بعد إجراء الجراحة ويمكن أن يصف لك الفيتامينات والمكملات الغذائية التي تعوّض حاجة الجسم من المغذيات الضرورية، وعليك أن تستمر في تناول هذه المكملات مدى الحياة لأن الجزء الذي كان يمتصها في مقدمة الأمعاء توقّف عن أداء مهامه.[3]https://www.healthdirect.gov.au/gastric-bypass-surgery
النظام الغذائي المتّبع بعد إجراء جراحة المجازة المعدية
بعد إجراء جراحة المجازة المعدية عليك أن تجهّز جهازك الهضمي ليعود للتغذية الطبيعية مرّة أخرى، وتعتمد سرعة عودتك لممارسة حياتك الطبيعية وتناول الأغذية الصلبة على مدى قابلية جسمك للشفاء وقدرته على التكيّف مع التغيّرات التي حدثت في نمط التغذية، ويمكنك تناول الطعام العادي بعد ثلاثة أشهر تقريبًا من إجراء الجراحة في أغلب الحالات.
وعليك أن تتبع الخطوات التالية أثناء تناولك الطعام للبقاء أمنًا بدون حدوث أي مضاعفات أو مشكلات صحيّة:
- إشرب 60 ملليلتر من السوائل يوميًا حتى لا تتعرض للإصابة بالجفاف.
- إشرب السوائل بين الوجبات وليس مع الوجبات.
- تجنّب الشرب قبل مرور 30 دقيقة على الوجبة.
- تناول طعامك وشرابك ببطء حتى لا تصاب بمتلازمة الإغراق التي ينتقل فيها الطعام بسرعة شديدة من المعدة للأمعاء.
- تناول طعامًا خاليًا من الدهون وغنيًا بالبروتينات.
- اختار الأغذية التي ينخفض فيها نسب السكر والدهون.
- تجنّب المشروبات الكافينية.
- تناول المكملات الغذائية الموصوفة لك بحسب إرشادات الطبيب المعالج واختصاصي التغذية.
- إمضغ طعامك جيدًا.
- مارس الرياضة المتوسطة الشدة يوميًا.