أسباب البدانة ومخاطرها وطرق علاجها

تعرف البدانة بأنها زيادة مؤشر كتلة الجسم عن 30، ولا تعد البدانة مشكلة خاصة بالجمال والمظهر وحده ولكنها مشكلة صحيّة خطيرة يمكنها أن تتسبب في إصابة الجسم بأمراض السكر وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب وحصوات المرارة، وهي ترتبط بشكل مباشر بالكثير من الأمراض المزمنة.

ولأن الكثير من الناس يعانون من اضطرابات الوزن، وحتى بعد أن يفقدون نسبة كبيرة من أوزانهم يكتسبون الوزن المفقود وربما أكثر بعد حين علينا أن ندرس معًا أسباب البدانة ومخاطرها وطرق علاجها من أجل التمتع بالحياة الصحيّة والمظهر الرائع الذي يبعث الثقة في نفوس الناس.

تعريف البدانة والوزن الزائد

يحتاج الجسم إلى نسبة من الدهون ليقوم بوظائفه الحيوية بالصورة الصحيحة، ولكن عندما يزيد تخزين الدهون عن الحاجة يمكن أن يتسبب في حدوث مشكلات صحية وخاصة إذا ما وصلت هذه الزيادة إلى حد الإصابة بالبدانة وأصبحت تمثّل تهديدًا حقيقيًا للصحّة العامة.

اقرأ أيضًا: السعرات الحرارية في التفاح

مؤشر كتلة الجسم

يعد مؤشر كتلة الجسم BMI أحد أهم أساليب حساب البدانة ويتم حسابه بقسمة وزن الشخص بالكيلو جرام على طوله بالمتر المربع ويتم تحديد ما إذا كان الوزن طبيعيًا أم زائدًا بالمقاييس التالية:

• الوزن الطبيعي: 18.5 – 24.9
• الوزن الزائد: 25 – 29.9
• البدانة: أكثر من 30
• البدانة المهددة للحياة: أكثر من 40

أسباب البدانة ومخاطرها وطرق علاجها

إن البدانة تمثل خطرًا كبيرًا على الصحّة وفي بعض بلدان العالم تنتشر البدانة بنسب مرتفعة للغاية نتيجة لنمط الحياة الذي تقل فيه الحركة وينتشر فيه الأغذية الجاهزة الغنية بالدهون المحوّلة، وبحسب بيانات منظمة الصحّة العالمية فإن معدلات البدانة حول العالم قد تضاعفت خلال الفترة من 1991 إلى 1998.

أسباب البدانة

إن معرفة أسباب البدانة ومخاطرها وطرق علاجها هو السبيل الوحيد للحصول على القوام المطلوب والتخلص نهائيًا من المعاناة المصاحبة للوزن الزائد، وهناك أسباب شائعة للبدانة أهمها عدم تحقيق التوازن بين السعرات الحرارية التي يتناولها الفرد خلال اليوم والسعرات الحرارية التي يستهلكها.

ولذلك يعد الإفراط في تناول الطعام وقلّة الحركة وانخفاض معدلات الأيض أهم أسباب البدانة وزيادة الوزن، ومن الأسباب الأخرى:

الوراثة: يميل الشخص للبدانة إذا كان أحد الوالدين أو كلاهما مصابًا بها، وتؤثر الجينات الوراثية أيضًا على انتاج هرمونات الجسم كحالات نقص هرمون اللبتين الذي يتحكم في زيادة الوزن بإرسال إشارات للدماغ بتقليل تناول الطعام عندما يزيد الوزن عن المعدلات الطبيعية.

قلّة الحركة: عندما تقل حركة الإنسان يقل معدل حرق الغذاء لديه وهناك ارتباط كبير بين زيادة الوزن وانخفاض النشاط البدني.

نوع الغذاء: كلما ارتفعت مستويات الكربوهيدرات في الغذاء كلما تسبب ذلك في ارتفاع مخاطر زيادة الوزن، حيث أن الكربوهيدرات ترفع من مستويات السكر في الدم بشكل سريع وتسبب انطلاق كميات كبيرة من الإنسولين في نفس الوقت، وبعد استهلاك السكر الموجود بالدم يشعر الإنسان بالجوع سريعًا، وبتكرار هذه العملية تصبح خلايا الجسم مقاومة للإنسولين، ما يرفع من مخاطر الإصابة بمرض السكر من النوع الثاني.

الإفراط في تناول الطعام: يتسبب الإفراط في تناول الطعام في زيادة الوزن سواء كان ذلك خلال وجبة واحدة أو بسبب الأكل مرات متعددة خلال اليوم وخاصة إذا كان الغذاء مكون من المقليات والسكريات والأطعمة عالية السعرات.

الأدوية: بعض أنواع الأدوية ترتبط بزيادة الوزن مثل الستيرويدات ومضادات الاكتئاب وبعض أنواع الهرمونات وعليك أن تتحدث مع طبيبك بخصوص الأدوية التي تتناولها وما إذا كان لها تأثيرًا على الوزن.

العوامل النفسية: تؤثر الحالة النفسية على العادات الغذائية للكثير من الناس، حيث يستجيب البعض للقلق النفسي والاكتئاب بالأكل، بينما يستجيب البعض الآخر بالامتناع عن الطعام، وتشير الدراسات إلى أن أكثر من 30% من الأشخاص الذين يعانون من البدانة المفرطة يعانون في الأصل من مشكلات واضطرابات نفسية.

الأمراض: بعض الأمراض مثل مشكلات الغدة الدرقية ومقاومة الإنسولين ومتلازمة كوشنج ومتلازمة تكيّس المبايض، يمكنها أن تؤثر على الوزن.

الأحوال الاجتماعية: مثل الفقر الذي يمنع الناس من شراء أغذية صحية قليلة السعرات، فيضطرون للاعتماد على النشويات الرخيصة التي تزيد الوزن.

العرق: بعض الأعراق تميل لاكتساب الوزن والإصابة بالبدانة أكثر من غيرها وخاصة مع التقدم في العمر مثل النساء الأفريقيات واللاتينيات.

بدانة الأطفال: الأطفال البدناء أكثر عرضة للإصابة بالبدانة في الكبر.^[1]https://www.medicinenet.com/weight_gain_shockers_pictures_slideshow/article.htm

مخاطر البدانة

إن الاهتمام بكل أسباب البدانة ومخاطرها وطرق علاجها يرجع إلى تأثيراتها الكبيرة على جودة الحياة حيث أنها ترفع من مخاطر الأمراض المزمنة وتؤثر على كافة مناحي حياة الفرد، ومن المشكلات الأكثر شيوعًا لدى البدناء:

• مقاومة الإنسولين
• مرض السكر من النوع الثاني
• ارتفاع مستويات ضغط الدم
• ارتفاع مستويات الكوليستيرول
• الإصابة بالسكتات القلبية والدماغية
• الأزمات القلبية
• إرتفاع مخاطر الإصابة بالسرطان
• الإصابة بالنقرس
• التهابات المفاصل
• انقطاع النفس خلال النوم

التفاح أم الكمثرى؟

إن الطريقة التي يتراكم فيها الدهن الزائد بالجسم يمكن أن تحدث فارقًا كبيرًا في الحالة الصحيّة لفرد، فالمسألة لا تتعلق فقط بكمية الدهون الزائدة.

وعلى سبيل المثال، تميل النساء لتخزين الدهون في الأرداف والفخذين فيشبه جسدها “حبّة الكمثرى” بينما يميل الرجال في الغالب لتخزين الدهون في منطقة البطن فيما يشبه “التفاحة” والأمر ليس بمثابة قاعدة عامة فبعض النساء تخزن الدهون في منطقة البطن بينما يخزن بعض الرجال الدهون في الأرداف والفخذين.

الأشخاص الذين يزيد لديهم مستويات الدهون المخزنة في البطن عن المعدلات الطبيعية يرتفع لديهم مخاطر الإصابة بالمشكلات الصحية والأمراض المزمنة، ولذلك فمن الأفضل أن تكون “كمثرى” بدلًا من أن تكون “تفاحة”.

ويمكنك معرفة نموذج جسدك من قياس الخصر والأرداف وحساب المعدل خصر/ أرداف بقسمة قياس الوسط على قياس الأرداف، وتعد النساء اللاتي يزيد معدل خصر/ أرداف لديهن عن 0.8 “تفاحة” والرجال ممن يزيد هذا المعدل لديهم عن 1.0 “تفاحة”.

علاج البدانة

الكثير من الناس يعملون خلال مراحل حياتهم على اتباع صيحات الرجيم الرائجة من أجل خفض الوزن ولكن سرعان ما يكتسبون الوزن المفقود مرة أخرى سريعًا، ولذلك من المهم أن يحدث هؤلاء تغيرات في نمط حياتهم تكون دائمة من أجل الإبقاء على وزن صحي سليم والتمتع بكل مميزات التخلص من الوزن الزائد وأهمها:

• تقليل ضغط الدم
• تقليل مستويات الكوليستيرول الضار
• تقليل مخاطر الإصابة بمرض السكر من النوع الثاني
• تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والجلطات
• التمتع بحياة صحية طويلة

اقرأ أيضا: فوائد الجريب فروت للتخسيس

ويشمل علاج البدانة:

• ممارسة الرياضة بانتظام مثل تمرينات الإيروبكس ورفع الأثقال والتمرينات القلبية.
• الأنظمة الغذائية المختلفة مثل حمية باليو والنظام الغذائي النباتي والمنخفض الكربوهيدرات وحمية دوكان والنظام الغذائي القليل الدهون وحمية أتكينز وحمية إتش سي جي ونظام الصوم المتقطع وغيرها.
• الأدوية التي تكبح الشهية وتقلل من امتصاص الدهون ولكن لا يجب تناولها إلا تحت إشراف طبي وفي حالة الإصابة بالبدانة أي مؤشر كتلة جسم يكون أكثر من 30.
• الجراحات أيضًا من الأساليب المتبعة في علاج البدانة ومنها جراحات تقليل حجم المعدة أو تقليل الامتصاص في الأمعاء.^[2]https://www.healthline.com/nutrition/9-weight-loss-diets-reviewed