اختار الله الأراضي اللبنانية منذ التاريخ لتكون موطن من مواطن الطبيعة الثرية والجمال الأخاذ، فكانت شوارعها الأثرية مثل شارع الجمّيزة وشارع باريس وغيرهم من الشوارع اللبنانية تحمل تراث لبنان لتكون مزارًا يستقبل الضيوف السائحين من كافة أنحاء العالم، ويقصدها السياح ويقصدون شوارعها التي هي أم الثقافات و الحضارات والتقدم والعلوم والطبيعة، ويُعتبر شارع الجمّيزة واحدًا من أهم شوارع بيروت عاصمة لبنان الذي يذخر بجمال فتان وطبيعة ومناخ سياحي ومظاهر مجهودات وتجارب لبنانية يجعله من الوجهات الأجمل في بيروت، وواحدة من أهم المناطق المستقبلة للسياح.
جدول المحتويات
نبذة عن تاريخ شارع الجمّيزة
شارع الجمّيزة هو احد الشوارع السياحية بمنطقة الجمّيزة ببيروت، والذي شهد تاريخه العديد من الأحداث والعصور، فهو في منطقة من أولى المناطق التي بنيت لاستعمالها كسور لحماية المدن اللبنانية القديمة.
موقع الجمّيزة
كما أن تلك المنطقة كانت ذات موقع جغرافي يذخر بالأهمية، فهو نقطة وصل بين مدينة بيروت الجميلة وبين مدينة صيدا ومدينة طرابلس ومدن سوريا، كما تعد منطقة الجمّيزة شاهدًا على العديد من الحقب العثمانية و الصليبية والمملوكية.
ويتميز شارع الجمّيزة بطوله الذي يجعله ملقب بالشارع الأطول في لبنان كلها وليس في بيروت فقط، فقد وضع الشارع منذ القديم واستمر حتى اليوم ليكون أحد أشهر الشوارع المعروفة بالطابع الليلي للحياة في مدينة بيروت، وهو أقدم شوارع لبنان أيضًا.
سبب تسميته بالجمّيزة
غالبًا ما تكون اسماء شوارع المدن ذات دلالات ورموز أو ذكريات وأحداث، خاصة في ما عرف من بيروت بإطلاق العديد من أسماء المدن على الشوارع، مثل فلسطين وباريس، وأيضًا أسماء أشخاص وحكام وغير ذلك مما خلدته ونقلته أسماء تلك الشوارع من ذكرى.
والجمّيز هو اسم يختص بنوع من الأشجار اللبنانية، وهو شجر الجمّيز الذي يملأ مساحات لبنان ويثمر نبات صغير في حجم ثمرات البندق، وقد سمي الشارع بإسمه للتيمن والتماس الخير، ولكن المؤرخين قد اختلفوا في سبب إطلاق اسم تلك الشجرة على الشارع إلى رأيين.
فقد رجع البعض أن سبب التسمية أن شجرة ضخمة من أشجار الجمّيز في التاريخ القديم كانت في ذلك الشارع، ثم اشتهرت لما استغلها السكان والقاطنين واقترنت بالسعادة لِما عرف منهم من الجلوس تحتها للعب والتسامر وقضاء أوقات من المرح.
ولكن تلك الشجرة قد تمت إزالتها بعد ذلك، وبُني في موقعها مقهى صغير، فلقب الناس الشارع باسمها ولقبوا أيضًا المقهى الذي احتل مكانها بمقهى الجمّيز، وأما الرأي الثاني فلم يختلف كثيرًا، فقيل أن شجرة الجمّيز كانت في ذلك المكان، ولكن حاكمًا من الحكام قام بقطعها ليستفيد من حطبها، فسمي المكان باسمها.
ورواية من البعض أيضًا تقول بأن تلك التسمية لم تكن الجمّيز، ولكن أطلق عليها (البيارة) والبيارة هي اسم لبناني يدل على معنى تجمع الآبار المائية التي يستقي منها الناس، وذلك لأن منطقة الجمّيزة كانت تحتوي على مجموع آبار مائية.
معالم شارع الجمّيزة
عبر التاريخ بعصوره المختلفة على منطقة الجمّيزة التي تتخذ موقعًا مركزيًا من بيروت، ولا نبالغ إن قلنا بأنها كمدينة مستقلة تأخذ طابعًا قرويًا يتطبع بالتراث القديم، وشارع الجمّيزة هو أحد شوارع المنطقة الذي يحمل طابع تراثي يظهر في الأمسيات الليلية.
وهو شارع منازله تتحدث عن عمران أثري عشوائي بأسقف حمراء قرمزية ونوافذ تحمل طيات العهد القديم والذوق التقليدي بإطارات خشبية وأبواب عتيقة وبشرفات مستديرة يلتف أسفلها وفي محيطها الأشجار الظليلة.
ويُذكر أن رئيس فرنسا (شارل ديغول) لما سكن بيروت بين الحين والآخر كانت إقامته في ذلك الشارع، وفي ذلك القصر من هذا الشارع أيضًا سكن المندوب السامي للانتداب الفرنسي على مدينة لبنان، وهو (هنري غورو)، وفي العصر الحديث كانت العديد من المتغيرات التي طبعت بطابع مزيج بين العصر الحديث والعصر القديم الذي غلب عليه.
أنشطة سياحية في شارع الجمّيزة
في شارع الجمّيزة ستكتمل رحلتك، ليست الترفيهية فقط، بل سترى ثقافات وتاريخ عريق وفنون بارزة تحكي عن أصل ذلك المكان، فستجد البيوت بالشارع ما زالت مأهولة بسكان رغم معالمها التي لم تتغير، والتي تتطبع بفن معماري مستوحى من عدة أذواق ما بين العثماني والعربي والفرنسي.
كما ستتعرف على العديد من الحرف المزدهرة بالأراضي اللبنانية في هذا الشارع، فهو يحتفظ بالعديد من الورش القديمة التي قامت على مهارة الخياطة والحلاقة والحرف اليدوية المختلفة سواء من صنع النساء أو الرجال.
أفضل المطاعم القريبة
ستجد أيضًا مجموعة كبيرة من المطاعم ترضي جميع الأذواق وتقدم العديد من المأكولات المعروفة من تراث لبنان القديم، فتقدم كافة مأكولات بيروت التقليدية أو المأكولات الشعبية، كما تقدم المأكولات الغربية المشهورة والأطباق العالمية والعربية، بالإضافة إلى المقاهي الكبيرة والمقاهي الشعبية.
الفنادق القريبة من منطقة الجمّيزة
أيضًا ستحصل على أفضل إقامة في فنادق المنطقة التي تقدم للنزلاء أفضل خدمة وعروض أسعار متميزة، والتي تقع على مقربة من شارع الجمّيزة ومنها ما يقع مباشرة على كورنيش لبنان، فهو على بضع أمتار من المنطقة، حيث يمكنك التقاط الصور التذكارية وتتبع مشهد غروب الشمس مع تدفق الأمواج، والسير على الكورنيش.
معالم سياحية بالقرب من شارع الجمّيزة
يمكنك الاستمتاع بأحد أبرز المعالم القريبة من الشارع، وهي صخرة الروشة، والتي تتعدد من خلالها الأنشطة السياحية التي يمكنك الحصول عليها، مثلًا يمكنك الحصول على قارب يبحر بين صخرة الروشة والتمتع بجمال الطبيعة البحرية، كما يمكنك الاستمتاع بتنافس تسلق الصخرة والتنافس السباحي أو مشاهدة تلك المنافسات.
وإن كنت من هواة المتاحف والتعرف على تراث المدينة فإنك على مسافة قريبة من أشهر متاحف لبنان وأهمها، وهو بيت بيروت الوطني، كما ستجد في محيطك مسرح (مارون النقاش)، وهو أول مسرح عربي تم إنشائه.
ستجد أيضًا منطقة أثرية متمثلة في شكل تراثي مكون من أدراج قديمة من معالم وآثار بيروت، وقد كانت في السابق عبارة عن أحد المناطق الحرفية التي تنتج مشروبات مثل العرق، والصابون، وأجران الكبة.
أخيرًا تعد رحلتك إلى شارع الجمّيزة بالأخص، وإلى منطقة الجمّيزة أو الأشرفية هي رحلة لا تنتهي مفاجأتها ومعالمها وأسرارها التي ستحظى من خلالها بالمتعة والمعرفة، فلا تتردد في توثيق تلك اللحظات بعدسات كاميرتك والتقاط الصور لشجر الجمّيز الذي يثمر ثمرة في حجم حبة البندق، والاحتفاظ بذكرى من سحر التاريخ المتمثل في البيوت العتيقة وساحاتها التي ما زالت تأبى تغيرات الزمان، فستجد مشهدًا متناقضًا أمام أعينك حيث المتاجر الحديثة الضخمة بينما بجانبها المتاجر القديمة التي ما زال مالكها هو رجل ستيني أو ربما سبعيني، ونساء ما زالت على فطرتها البسيطة.
تعليق واحد