الاهتمام بالآخرين بين الإيجابيات والسلبيات

الاهتمام بالآخرين هو فعل حاضر في المجتمع منذ أن أدرك الإنسان أن التعاون هو الكفيل بتجاوز التحديات التي تصادفه وقد تعيق مساره، ولذلك وقع الاختيار عليها للتعمق في تفاصيلها في هذه المقالة.

فلنتابع ذلك…

معنى الاهتمام بالآخرين

قبل الحديث عن أي تفاصيل بخصوص الاهتمام بالناس وخلافه، فلا بد أن نعرف معنى هذا الاهتمام ونقوم بالتأصيل له بشكل سليم.

الاهتمام هو إعطاء أهمية كبيرة للآخرين والسهر على تلبية طلباتهم والظهور في الشكل المثالي أمامهم بحيث لا يشعروا بأي تقصير صادر من الشخص الراغب في الاهتمام بهم.

ويبقى الاهتمام بالآخرين مجرد عمل تطوعي يعبر عن أمور كثيرة تحضر في الوسط العاطفي والنفسي للشخص، وكما لهذا الأمر إيجابيات فإنه كذلك يحمل سلبيات كثيرة وعواقب غير محمودة.

عدم الاهتمام بالآخرين

بمقابل حسن الاهتمام والرعاية للآخرين، فإن هناك أيضاً عدم الاهتمام بهم كعنصر مقابل، ويحضر هنا التساؤل عن الفرق بينهما كي لا يكون الشخص مقصرا في حقهم أو في حق نفسه.

• اهتمام الشخص بالآخرين يجب أن لا يكون على حساب نفسه وراحته ومصلحته، لأن ذلك سوف يؤثر عليه بشكل سلبي.
• عدم الاهتمام بالآخرين إذا كان بسوء نية أو في المواقف النفسية فإنه مرفوض أخلاقيا وينمي النزعة الأنانية لدى الشخص.
• يجب على المرء أن يدرس كل حالة بشكل عقلاني ويرى إذا كانت تستدعي الرعاية والاهتمام أو لا، كي يعدل بين نفسه والآخرين.

طالع أيضاً: كيف تقرأ وجوه الآخرين.

كيفية الاهتمام بالآخرين

إن عملية الاهتمام بالناس وحسن الرعاية تتم بمجموعة من الأمور وتعتمد على عناصر متنوعة، و من ضمنها ما يلي:

• المساعدة: يظهر الاهتمام بالناس عبر تقديم المساعدة لهم، فهي التي تظهر هذا الاهتمام وتجعله يبدو بشكل واضح.
• الدعم: يتم أيضاً الاهتمام بالآخرين عبر إشعارهم بالدعم، فإعطاء الدعم النفسي أو المادي يجعل الشخص يشعر بالاهتمام.
• المصلحة: إذا كان الاهتمام يخدم مصلحة الشخص والآخر فإنه اهتمام إيجابي، أما إذا كان يخدم مصلحة طرف على حساب الآخر فإنه ليس كذلك.

اقرأ أيضاً: كيف أكون رزينة في الحياة.

طرق الاهتمام بالآخرين

الاهتمام بالناس والاعتناء بهم يمكن أن يكون عبر مجموعة من الطرق المختلفة، والتي يمكن أن نطرح من ضمنها ما يلي:

• قد يكون التعامل المباشر وسيلة وطريقة من طرق إظهار الاهتمام بالناس، ويكون ذلك بالاهتمام المباشر بين المساعِد والمساعَد.
• إبداء الاهتمام بالآخرين قد يكون بواسطة وسطاء كالجمعيات والمنظمات التي تعمل إنسانيا ولها أهداف إنسانية صرفة.
• من طرق الاعتناء بالآخرين أيضاً هناك الاعتماد على ما قد يشغل المصلحة العامة، وهي الطريقة الشاملة لأن نفعها واسع وكبير.

إظهار الاهتمام بالآخرين

في الواقع هناك ما هو أهم من تقديم الاهتمام والمساعدة، بل إظهار الاهتمام والفرح أثناء تقديمه، فليس هناك أي معنى لشخص يقدم الرعاية والاهتمام وهو غاضب أو منفعل.

فالاهتمام بالآخرين هو أمر عاطفي ونفسي قبل مل شيء، هو تعاون وتعامل معنوي وإذا غاب عنه الرضا صار ناقصا. وبالتالي تكون طريقة تقديم الاهتمام أهم أكثر من عملية التقديم ذاتها.

شاهد أيضاً: أين تتجلى أهمية التواصل مع الآخرين. 

الاهتمام الزائد بالآخرين

بما أننا نتحدث عن الاهتمام بالآخرين، فإن هناك وجه سلبي لهذا الأمر، و يتمثل في الاهتمام الزائد المبالغ فيه بالناس، وله انعكاسات سلبية كثيرة، مثل:

• عدم الراحة: حينما يكون الشخص مهتما بشكل كبير بالآخرين ونظرتهم له فإنه يعيش في نوع من عدم الارتياح، حيث أن تصرفاته تصبح محسوبة بدقة.
• التعب القريب: يجعل الاهتمام بالآخرين الشخص في قوقعة تفرض عليه أن يلتزم بها، وهي لا تكون مجانية، بل لا بد لها من مجهود. وهو ما يتعب الإنسان.
• فخ النفاق: الاهتمام الزائد بالآخرين يفرض الانصياع بشكل أو بآخر لنظرتهم للأمور. والامتثال لما يريدونه، وهو ما قد يجعل الشخص يتعامل بنوع من النفاق.

وقد فصلنا أكثر في هذا المقال في مشكلة الاهتمام الزائد: الاهتمام الزائد بالآخرين ونواقصه.

شاهد أيضاً:  طريقة اكتساب قوة الشخصية.

حينما يكون المجتمع قائما ومبنيا على حسن الاهتمام والتعامل المتبادل فإنه يكون مجتمعا ناجحا قادرا على تحقيق المصلحة المشتركة، ولذلك تحدثنا في هذه المقالة عن كل ما يخص الاهتمام بالآخرين.

ـــ تابع حسابنا عبر فيس بوك: اضغط هنا ــــ