السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، من الأمور التي أضحت تتراجع في السنوات الاخيرة للأسف في مجتمعاتنا هي ظاهرة ارتداء الحجاب، فأصبح التقدم الذي يشهده العالم و “معايير الجمال والعصر” الذي يصوّره الاعلام متنافيا مع الحجاب، وبالموازاة قد ظهرت أصوات تحاول التشكيك في الحجاب، فما حكم ارتداء الحجاب؟ وهل هو واجب أم مستحب أم ما حكمه بالتحديد؟
هل السواك يفطر ؟
حكم الحلف بغير الله
جدول المحتويات
حكم ارتداء الحجاب
ارتداء الحجاب واجب على كل مسلمة، وناكر وجوبه ناكر لفريضةٍ من الفرائض
تفصيل حكم الحجاب
باتفاق وإجماع أهل العلم، ارتداء الحجاب واجب على الفتاة والمرأة المسلمة، ولا يجوز لها إبداء شعرها أو مفاتنها للرجال غير محارمها[1]ابن عثيمين، الحجاب عبادة وليس عادة، الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ابن عثيمين.
وقد شرع الله ارتداء الحجاب وفَـرَضه على النساء ليحميهن من عيون الرجال أو من احتمالية تعرضهن للايذاء، لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ و بَنَاتِكَ و نسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ و كَانَ اللَّهُ غَفُورًا رحِيمًا)، وفرضه عليهن أيضاً لحماية الرجال من الفتنة، وذلك بُغية وقاية المجتمع والحفاظ عليه وبناء مجتمع محترم يسوده الاحترام والأمن[2]مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، الصفحة 657، الجزء 20، (بتصرّف) .
يقول الله عز وجل في محكم تنزيله: (و إِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ و قُلُوبِهِنَّ و مَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ الله وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ الله عَظِيمًا)[3]سورة الأحزاب، الآية 53.
ناكر وناكرة الحجاب
في السنوات الأخيرة بدأت تتعالى بعض الأصوات التي تحاول نكران ارتداء الحجاب، ووجب على كل ناكر للحجاب أن يعلم أنه ينكر فريضةً فرضها الله على النساء، وأنه بذلك يجادل في دين الله، ويجب عليه الاستغفار لأنه بهذا القعل قد بات في حكم الكافر[4]مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، الصفحة 3758، الجزء 1. (بتصرّف) .
والمرأة المسلمة التي تنكر ارتداء الحجاب وجب عليها أن تدرك هي الأخرى أنها تؤتي فعلاً منكراً وأنها تعصي الله ورسوله، وترتكب ذنباً كبيراً بعدم وضعها للحجاب وامتثالها لتعاليم الدين، وتنطبق عليها الآية الكريمة: (أَفَتُؤْمِنُونَ ببعْض الْكِتَاب وَتَكْفُرونَ بِبعضٍ، فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعلُ ذَٰلِك مِنكُم إِلَّا خِزْي فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا، وَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ، و مَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عمَّا تَعْمَلُونَ)[5]سورة البقرة، الآية 85.
وندعو الله الهداية للجميع.
ما حكم تقبيل المصحف ؟
شروط الحجاب الشرعي
وضع الاسلام مجموعة من الشروط لتمييز الحجاب الشرعي السليم عن غيره من الألبسة، وهذه الشروط هي[6]ابن باز، بيان صفة الحجاب الشرعي، الموقع الرسمي لفضيلة الإمام ابن باز[7]عبد الله الطيار، عبد الله المطلق، محمد الموسى، الفقه الميسّر، الجزء 11، الصفحة 94-95، (بتصرّف) :
تغطية الجسم: يجب أن يكون الحجاب الشرعي مغطيا لجميع أجزاء الجسد التي يجب سترها شرعاً.
غير لافت: المقصود من ارتداء الحجاب درء الأعين لا العكس، والحجاب الشرعي يجب أن لا يكون زينة في حدّ ذاته لافتا للأنظار.
غير شفاف: الغاية من ارتداء الحجاب هو الستر، ومنه فالحجاب الشرعي لا يجب أن يكون شفافاً وأن لا يرى من خلاله الناظر ما تحت هذا اللباس.
فضفاض: يجب أن يكون الحجاب واسعاً فضفاضا كي لا يُـظهِر تموجات جسم الأنثى.
ذو رائحة عادية: يجب أن لا يكون الحجاب متعطراً فواحاً، لأنّ النبي صلى الله عليه وسلم نهى المرأة عن الخروج متعطّرة.
عدم التشبه بلباس الرجال: يجب أن لا يشبه الحجاب لباسَ الرّجال جيث أن الرسول قد نهى عن تشبه النساء بالرجال.
تحقيق الغاية: يجب تم يحقق ارتداء الحجاب غايته وهي الستر.
يجوز الصيام دون نية؟
عن: دين – مرجعي:
في الحياة اليومية العامة، تعترض المسلم مجموعة من الأسئلة والتساؤلات حول بعض القضايا الشائكة التي ترتبط ارتباطا وثيقا مع دينه ومعتقده وهو الإسلام. ولا ضير أو حتى لا بد من استثمار التكنولوجيا والتقدم التقني والعلمي لنشر الدين وزيادة توعية الناس في أمور ومسائل دينهم، خصوصا مع كثيرة الأقوال والاستفسارات التي يطرحها الناس عادةً.
ومن هنا انبثقت فكرة هذا القسم (قسم دين-مرجعي) لِــ يَكون إن شاء لله تعالى المرجع الكامل والشافي لكل مسلمة ومسلم في أمور دينهم.
وبمنتهى الأمانة والاجتهاد يتم كتابة مواضيع هذا القسم. وذلك بعد البحث والتأكد ومراجعة المصادر أولاً بأول. وذلك لتفادي أي خطأ قد ينعكس سلباً على دين الشخص وطريقة عباداته.
في هذا القسم عزيزي المسلم عزيزتي المسلمة ستجد مختلف الأقوال التي ترِد في القضايا الدينية، بحيث سنحاول قدر الإمكان الاستماع لكل المذاهب في أطروحاتهم وأجوبتهم وفتاواهم، دون أي تعليقات أو تعقيبات أو اجتهادات شخصية.
وأي توفيق أناله فهو من الله وأي تقصير فهو مني، وسبحان من لا يخطئ ولا يغفو.
ونسأل الله أن يبارك هذا العمل وينفع به الأمة، ويصلح الجميع وييسّر الأمور ويرزقنا من فضله وينعم علينا بالعلم ويديم علينا نعمة الإسلام وكفى بها نعمة، ولا حول ولا قوة إلا بالله، والحمد لله رب العالمين. (موقع مرجعي)
المصادر
↑1 | ابن عثيمين، الحجاب عبادة وليس عادة، الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ابن عثيمين |
---|---|
↑2 | مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، الصفحة 657، الجزء 20، (بتصرّف) |
↑3 | سورة الأحزاب، الآية 53 |
↑4 | مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، الصفحة 3758، الجزء 1. (بتصرّف) |
↑5 | سورة البقرة، الآية 85 |
↑6 | ابن باز، بيان صفة الحجاب الشرعي، الموقع الرسمي لفضيلة الإمام ابن باز |
↑7 | عبد الله الطيار، عبد الله المطلق، محمد الموسى، الفقه الميسّر، الجزء 11، الصفحة 94-95، (بتصرّف) |