حكم الختان للرجال والحكمة منه

الختان للرجال أمر محتوم في ثقافة الدول ذات الأغلبية الإسلامية قبل أن يكون حكماً شرعيا، والمعروف أنه أضحى سمة مميزة ومرتبطة بالإسلام.

فما حكم الختان في الإسلام؟ وهل بغيابه ينقص إسلام المرء؟

حكم الختان للرجال 

بإجماع أهل العلم، الختان واجب شرعاً على الرجال.

تفصيل الختان للرجال

الختان للرجال واجب في الإسلام، وهو ما ذهب إليه الشافعية^[1]المجموع، للنووي (1/297، 300)، مغني المحتاج، للشربيني (4/202) والحنابلة^[2]كشاف القناع، للبهوتي (1/80)، الشرح الكبير، لشمس الدين ابن قدامة (1/109) ، وهو ما اختاره ابن تيميَّة، وما عليه ابن عُثيمين، وبه صدَرت فتوى اللَّجنة الدَّائمة، وبه قال عدد مِن أهلِ العلم.

قال شيخ الإسلام ابنُ تيمية:

“يجبُ الختانُ إذا وَجَبت الطهارةُ والصَّلاة، ويَنبغي إذا راهَقَ البلوغَ أن يَختِتن، كما كانت العرب تفعل؛ لئلَّا يبلُغَ إلَّا وهو مختونٌ” ^[3]ابن تيمية، الفتاوى الكبرى لشيخ الإسلام، (5/302)

وقال الإمام ابن عثيمين:

“أقرَبُ الأقوال: أنَّه واجِبٌ في حَقِّ الرِّجال، سُنَّةٌ في حَقِّ النِّساء”^[4]ابن عثيمين، الشرح الممتع، (1/164)

وقال الإمام ابن قدامة:

“فأمَّا الخِتان، فواجبٌ على الرِّجال، ومَكرُمةٌ في حقِّ النِّساء، وليس بواجب عليهنَّ؛ هذا قولُ كثيرٍ من أهلِ العِلمِ” ^[5]ابن قدامة: المغني، (1/64)

وجاء في فتاوى اللَّجنة الدَّائمة برئاسة الإمام ابن باز:

” هو واجبٌ في حقِّ الرِّجال؛ لأمْرِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بذلك، فقد صحَّ عنه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قولُه لِمَن أسلم: ألْقِ عنك شَعْرَ الكُفرِ، ثم اختَتِن”^[6]ابن باز، فتاوى اللَّجنة الدَّائمة – المجموعة الثانية، (4/42)

الأدلة في حكم الختان

يستند فقهاء الأمة في القول بوجوب الختان للرجال إلى مجموعة من الأدلة سنعرضها في هذه الفقرة.

يقول الله تعالى في محكم تنزيله:

(ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) ^[7]سورة النحل، الآية: 123

ويقول العلماء أن من ملة سيدنا إبراهيم التي أمرنا لله تعالى باتباعها هناك الختان.^[8]ابن القيم، تحفة المودود، الصفحة: 163

وفي هذا الباب، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(اختَتَن إبراهيمُ النبيُّ عليه السَّلام وهو ابن ثمانين سَنَةً بالقَدُّومِ )^[9]الراوي: أبو هريرة، المحدث: مسلم، المصدر: صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 2370، خلاصة حكم المحدث: صحيح

وبالتالي فوجوب الختان للرجال قطعي وثابت.

ختام القول هو أن الختان للرجال في الإسلام ميزة وخاصية خص بها الله المسلمين، فتميزوا عن غيرهم بالختان.

ولا شك أن من مقاصد الختان هناك الحفاظ على الطهارة، حيث أن عدم الختان يجعل بقايا البول مستقرة على الجلد، ويصعب معه التطهر وإزالة النجاسة للصلاة وأداء سائر الأعمال، وبقطع ذلك الجلد يكون المسلم قادرا أكثر على الطهارة وإزالة النجاسة، وقطعه يساهم في عدم الاحتفاظ ببقايا قطرات البول.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

شاهد كذلك: الحلف بغير الله.

ـــ ولمتابعة صفحتنا الرسمية عبر فايسبوك: اضغط هنا ــــ

دين – مرجعي: