حكم الصيام على جنابة
الحمد لله و الصلاة و السلام على أشرف الخلق سيدنا و نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين، من بين اكثر المواقف التي يتعرض لها المسلم اثناء صيامه، هو ان يكون على جنابة و يتسحر و لا يجد الوقت او الفرصة للاغتسال من الجنابة، و هنا تراوده بعض الشكوك حول صحة صومه، فما حكم الصيام على جنابة؟ و هل الجنابة تفسد الصوم او تنقص اجره؟ و ما حكم تأخير الاغتسال من الجنابةِ دون عُذر؟ وهل البقاء على جنابة يبطل الصوم؟ كلُّ هذه الأسئلة و غيرها ستجدون ان شاء الله اجويتها (و بالدليل الشرعي) بين ثنايا هذا المقال المعنون بــ حكم الصيام على جنابة
ما قول الشرع في تقبيل المصحف ؟
هل يفطر السواك ؟
جدول المحتويات
حكم الصيام على جنابة
اتفق علماء الاسلام على ان الصيام على جنابة لا يبطل الصوم و لا يفسده.
تفصيل حكم الصيام على جنابة
ذهب جمهور علماءِ الأمة من الأئمةِ الأربعةِ [1]دبيان الدبيان، كتاب موسوعة أحكام الطهارة، دبيان الدبيان، الرياض، مكتبة الرشد، 2005، الطبعة الثانية، الصفحة 305 في حكم الصيام على جنابة إلى صحة و سلامة صوم الصائم الذي اصبح على جنابة. و أنّ مَن لم يغتسل من الجنابة قبل طلوع الفجر لا يفسد ذلك صومه بأي شيء.
و استندوا في هذا على ادلة من القرآن الكريم و من السنة النبوية الشريفة.
يقول الله عز وجل في محكم تنزيله : (أحل لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ و انتم لِبَاسٌ لَّهُنَّ … فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ و ابْتَغُوا مَا كَتَبَ الله لَكُمْ و كلوا و اشربوا حَتّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ… ) [2]سورة البقرة، الآية 187.
و يبدو جليا هنا ان وقت الجماع مفتوح في رمضان إلى طلوع الفجر، و بالتالي يفهم منه جواز ان يصبح الانسان على جنابة و هو صائم. و ان الصيام على جنابة لا ينقص من قدر و اجر الصوم شيئاً.
قد يهمك: حكم الحلف بغير الله
أما الأحاديث التي استند اليها الفقهاء للقول بان الصيام على جنابة لا يفسد الصوم، او بشكل أدق على صحة و جواز صيام من لم يغتسل من الجنابة إلا بعد طلوع الفجر فهي:
عن ام المؤمنين عائشة رضيَ الله عنها و ارضاها قالت: ” لقَدْ كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه و سلّم يُدْرِكُه الفجر في رَمَضان و هو جُنب، مِن غير حلم ، فَيَغْتَسِل وَ يصوم”[3]رواه مسلم، صحيح مسلم ، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1109، الحكم: صحيح .
عن أمّ سلَمةَ رضيَ الله عنها و ارضاها قالت:” كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُصْبِحُ جُنُبًا مِن جِمَاعٍ، لا مِن حُلُمٍ، ثُمَّ لا يُفْطِرُ و لا يَقْضِي” [4]رواه مسلم، صحيح مسلم ، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1109، الحكم: صحيح.
و من هذين الحديثين يتضح ان الصيام على جنابة لا يفسد الصوم، و ان من لم يغتسل من الجنابة قبل طلوع الفجر لا يبطل صيامه و لا يلزمه القضاء.
و عليه فالمسلم اذا لم يتمكن من الاغتسال من الجنابة قبل طلوع الفجر، فوجب عليه ان يتم صيامه، و ان يغتسل وقتما سمحت له ظروفه بذلك، و ان يحاول قدر الإمكان الاسراع بذلك لكي لا يضيع الصلاة.
الصيام على جنابة في صيام النوافل
يتفق علماء الاسلام على صحة الصيام على جنابة على الإطلاق و العموم، سواء في صيام الفرض او في صيام النافلة. و المسلم اذا دخل عليه طلوع الفجر و هو على جنابة، فصومه يبقى صحيحا و لا ينقص منه شيئا. [5]دبيان الدبيان، كتاب موسوعة أحكام الطهارة، الرياض، مكتبة الرشد، 2005، الطبعة الثانية، الصفحة 305.
قد يهمك ايضا: حكم الحلف بغير الله
قد يهمك كذلك : حكم عدم قراءة الفاتحة في الصلاة
حكم تأخير غسل الجنابة بغير عذر
لا إشكال في تأخير الاغتسال من الجنابة حنى دون عذر، و يأتم فاعل ذلك فقط اذا فوّت مواقيت الصلاة. و لا يبطل صيامه بهذا الفعل.
كما يستحب طبعا التسريع في الغسل، لانه يستحب و يستحسن ان يكون المسلم طاهرا على الدوام. [6]مجموعة من المؤلفين، كتاب فتاوى الشبكة الإسلامية، الصفحة 1848. (بتصرّف)
فقد سُئلت ام المؤمنين عائشة رضيَ الله عنها و ارضاها عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم: “كيف كان يَصنَع في الجنابة ؟ أ كان يَغتَسِل قبل أن ينام ، أو ينام قبل أن يغتسل؟ قالت: كُلَّ ذلك كان يَفعَلُ؛ ربما اغتسل فنام، و ربما توضأ و نام “[7]رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن عائشة أم المؤمنين ، الصفحة أو الرقم:24453، إسناده صحيح على شرط مسلم.
و في حديث اخر، عن ام المؤمنين عائشة رضيَ الله عنها و ارضاها قالت: “كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أرادَ أن يأكلَ أو ينامَ وهو جنبٌ، توضّأَ وضوءَهُ للصلاةِ” [8]رواه ابن حجر العسقلاني، في التلخيص الحبير، عن عائشة أم المؤمنين ، الصفحة أو الرقم:213، متفق عليه بمعناه.
و جاء في حديث عبدالله بن عمر رضيَ الله عنهما: ” استفتى عُمر النبي -صَلَّى اللهُ عليه و سلَّمَ- أ ينام أحدنا و هو جنب؟ قال: نَعَمْ إذا تَوَضَّأَ” [9]رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 289، الحكم: صحيح.
الوشم في الاسلام هل حرام؟؟
عن: دين – مرجعي:
في الحياة اليومية العامة، تعترض المسلم مجموعة من الاسئلة و التساؤلات حول بعض القضايا الشائكة التي ترتبط ارتباطا وثيقا مع دينه و معتقده و هو الاسلام. و لا ضير او حتى لا بد من استثمار التكنولوجيا و التقدم التقني و العلمي لنشر الدين و زيادة توعية الناس في امور و مسائل دينهم، خصوصا مع كثيرة الاقوال و الاستفسارات التي يطرحها الناس عادةً. و من هنا انبثقت فكرة هذا القسم (قسم دين-مرجعي) لِــ يَكون ان شاء لله تعالى المرجع الكامل و الشافي لكل مسلمة و مسلم في امور دينهم.
و بمنتهى الامانة و الاجتهاد يتم كتابة مواضيع هذا القسم. و ذلك بعد البحث و التأكد و مراجعة المصادر اولاً بأول. و ذلك لتفادي أي خطأ قد ينعكس سلباً على دين الشخص و طريقة عباداته.
في هذا القسم عزيزي المسلم عزيزتي المسلمة ستجد مختلف الاقوال التي ترد في القضايا الدينية، بحيث سنحاول قدر الامكان الاستماع لكل المذاهب افي أطروحاتهم و اجوبتهم و فتاواهم، دون أي تعليقات او تعقيبات او اجتهادات شخصية.
و أي توفيق اناله فهو من الله و أي تقصير فهو مني. و سبحان من لا يخطئ و لا يغفو.
و نسال الله ان يبارك هذا العمل و ينفع به الامة، و يصلح الجميع و ييسّر الامور و يرزقنا من فضله و ينعم علينا بالعلم و يديم علينا نعمة الاسلام و كفى بها نعمة. و لا حول و لا قوة الا بالله، و الحمد لله رب العالمين. (موقع مرجعي)
المصادر
↑1 | دبيان الدبيان، كتاب موسوعة أحكام الطهارة، دبيان الدبيان، الرياض، مكتبة الرشد، 2005، الطبعة الثانية، الصفحة 305 |
---|---|
↑2 | سورة البقرة، الآية 187 |
↑3, ↑4 | رواه مسلم، صحيح مسلم ، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1109، الحكم: صحيح |
↑5 | دبيان الدبيان، كتاب موسوعة أحكام الطهارة، الرياض، مكتبة الرشد، 2005، الطبعة الثانية، الصفحة 305. |
↑6 | مجموعة من المؤلفين، كتاب فتاوى الشبكة الإسلامية، الصفحة 1848. (بتصرّف) |
↑7 | رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن عائشة أم المؤمنين ، الصفحة أو الرقم:24453، إسناده صحيح على شرط مسلم |
↑8 | رواه ابن حجر العسقلاني، في التلخيص الحبير، عن عائشة أم المؤمنين ، الصفحة أو الرقم:213، متفق عليه بمعناه |
↑9 | رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 289، الحكم: صحيح |