السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، للذهب قيمة عالية عبر العالم، وأصبحنا نرى رجالا يلبسون الذهب، وشيوخا يستعملون سيارات وميكروفونات فيها ذهب، فما حكم الذهب للرجل؟ وهل يجوز تركيب أسنان الذهب إذا دعت الضرورة لذلك؟…
فلنتابع..
هل السواك يفطر ؟
حكم الحلف بغير الله
جدول المحتويات
حكم الذهب للرجل
لبس الذهب للرجل حرام شرعا، ولا يجوز للرجل المسلم أن يرتدي أو يضع أي شيء فيه ذهب كالخواتم ونحو ذلك.
تفصيل حكم الذهب للرجل
اتفق العلماء على تحريم الذهب للرجل[1]ابن باز، فتاوى نور على الدرب، الذهب للرجل، الموقع الرسمي لفضيلة الامام ابن باز، وفي الأدلة لم يرد التحريم بنص القرآن ولكنه جاء بنص الحديث النبوي الشريف.
والأحاديث في هذا الباب كثيرة.
تحريم الذهب للرجل
الذهب للرجل حرام باتفاق المذاهب الفقهية الأربعة: المذهب الحنفي[2]مختصر القدوري، الصفحة: 240، العناية شرح الهداية، للبابرتي (10/21) ، المذهب المالكي[3]مواهب الجليل، للحَطَّاب (1/178)، الشرح الكبير، للدردير (1/62) ، المذهب الشافعي[4]فتح العزيز، للرافعي (6/27)، المجموع، للنووي (4/440) ، و المذهب الحنبلي[5]الإقناع، للحجاوي (1/275)، كشاف القناع، للبُهُوتي (2/238) .
فعن ابنِ زُرَير، أنَّه سمعَ علي بن أبي طالب كرم الله وجهه يقولُ: “إنَّ نبيَّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه و سلَّم أخذ حريرًا، فجعَلَه في يمينِه، و أخذ ذهبًا فجعَلَه في شِمالِه، ثمَّ قال: إنَّ هذينِ حرامٌ على ذُكورِ أمَّتي”[6]الراوي: علي بن أبي طالب، المحدث :الألباني، في صحيح أبي داود، الصفحة أو الرقم : 4057، خلاصة حكم المحدث: صحيح، وهو نص صريح بأن الذهب حرام على الرجل.
وعن علي بنِ أبي طالب رضوان الله عليه، أنه قال: “نهاني رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن التخَتُّمِ بالذَّهَبِ”[7]الراوي: علي بن أبي طالب، المحدث: مسلم، في صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 2078، حكم المحدث : صحيح، والتختم هو وضع الخاتم.
وبالتالي فــ الذهب للرجل حرام شرعاً ويجب على الرجل المسلم أن لا يضع على جسمه أي شيء مصنوع من الذهب.
لكن ماذا عن الأسنان أو العلاجات و الدعامات التي تصنع من الذهب وتوضع في جسم المريض؟ هل ينطبق عليها نفس الشيء؟؟
ما حكم تقبيل المصحف ؟
التداوي بالذهب (الاسنان ونحوه)
اتفق علماء المسلمين على أنه يجوزُ اتِّخاذ الذهب للرجل المسلم كجزء من العلاج إذا دَعَت الضَّرورةُ إلى ذلك، كأن يُـركِّب أسنانا ذهبية أو يضع دعامة من الذهب عند انكسار عضم من عظامه أو نحو ذلك على وجه العموم، وهذا على مذهَبُ الجُمهور: عند المالِكيَّة[8]مواهب الجليل، للحَطَّاب (1/181)، شرح الزرقاني على مختصر خليل وحاشية البناني (1/66)، منح الجليل، لعليش (1/58) ، وعند الشَّافعيَّة[9]فتح العزيز، للرافعي (6/27)، المجموع، للنووي (1/256) ، والحَنابِلة[10]شرح منتهى الإرادات، للبُهُوتي (1/433)، كشاف القناع، للبُهُوتي (2/238) .
ويتم الاستناد في تبني هذا القول على القاعدة الفقهية التي تقول أن الضرورات تبيح المحظورات، ثم أيضاً على ما جاء في الحديث عن عبدِ الرَّحمنِ بنِ طَرَفةَ: “أنَّ جَدَّه عَرفجةَ بنَ أسعدَ قُطِعَ أنفُه يومَ الكُلابِ، فاتَّخَذ أنفًا مِن وَرِقٍ، فأنتَنَ عليه، فأمَرَه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فاتَّخَذ أنفًا مِن ذهَبٍ”[11]الراوي: عرفجة بن أسعد، الألباني في صحيح أبي داود، الصفحة أو الرقم : 4232، حكم المحدث : حسن، وهذا الحديث يُـبَـيِّـن جواز استعمال الذهب للضرورة وللعلاج.
يجوز الصيام دون نية؟
حكم لبس الفضة للرجل
بيَّنا في ما سبق أن الذهب للرجـل حرام بنص الشرع، وأن الرجل المسلم لا يجوز له لبس الذهب أو التختم به كزينةٍ، لكن ماذا عن الفضة؟ هل يجوز استعمالها للرجل؟
يجوز للرجل المسلم أن يلبس الفضة، وأن يُزيِّـن يده بخاتمٍ من الفضة، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قد تَخَتَّـم بالفضة، ويرافق هذا الجواز بعض الاختلاف بين أهل العلم في بعض التفاصيل.
ويمكنك مطالعة الموضوع والتعمق فيه أكثر هنا: حكم الفضة للرجل في الشرع.
عن: دين – مرجعي:
في الحياة اليومية العامة، تعترض المسلم مجموعة من الأسئلة والتساؤلات حول بعض القضايا الشائكة التي ترتبط ارتباطا وثيقا مع دينه ومعتقده وهو الإسلام. ولا ضير أو حتى لا بد من استثمار التكنولوجيا والتقدم التقني والعلمي لنشر الدين وزيادة توعية الناس في أمور ومسائل دينهم، خصوصا مع كثيرة الأقوال والاستفسارات التي يطرحها الناس عادةً.
ومن هنا انبثقت فكرة هذا القسم (قسم دين-مرجعي) لِــ يَكون إن شاء لله تعالى المرجع الكامل والشافي لكل مسلمة ومسلم في أمور دينهم.
وبمنتهى الأمانة والاجتهاد يتم كتابة مواضيع هذا القسم. وذلك بعد البحث والتأكد ومراجعة المصادر أولاً بأول. وذلك لتفادي أي خطأ قد ينعكس سلباً على دين الشخص وطريقة عباداته.
في هذا القسم عزيزي المسلم عزيزتي المسلمة ستجد مختلف الأقوال التي ترِد في القضايا الدينية، بحيث سنحاول قدر الإمكان الاستماع لكل المذاهب في أطروحاتهم وأجوبتهم وفتاواهم، دون أي تعليقات أو تعقيبات أو اجتهادات شخصية.
وأي توفيق أناله فهو من الله وأي تقصير فهو مني، وسبحان من لا يخطئ ولا يغفو.
ونسأل الله أن يبارك هذا العمل وينفع به الأمة، ويصلح الجميع وييسّر الأمور ويرزقنا من فضله وينعم علينا بالعلم ويديم علينا نعمة الإسلام وكفى بها نعمة، ولا حول ولا قوة إلا بالله، والحمد لله رب العالمين. (موقع مرجعي)
المصادر
↑1 | ابن باز، فتاوى نور على الدرب، الذهب للرجل، الموقع الرسمي لفضيلة الامام ابن باز |
---|---|
↑2 | مختصر القدوري، الصفحة: 240، العناية شرح الهداية، للبابرتي (10/21) |
↑3 | مواهب الجليل، للحَطَّاب (1/178)، الشرح الكبير، للدردير (1/62) |
↑4 | فتح العزيز، للرافعي (6/27)، المجموع، للنووي (4/440) |
↑5 | الإقناع، للحجاوي (1/275)، كشاف القناع، للبُهُوتي (2/238) |
↑6 | الراوي: علي بن أبي طالب، المحدث :الألباني، في صحيح أبي داود، الصفحة أو الرقم : 4057، خلاصة حكم المحدث: صحيح |
↑7 | الراوي: علي بن أبي طالب، المحدث: مسلم، في صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 2078، حكم المحدث : صحيح |
↑8 | مواهب الجليل، للحَطَّاب (1/181)، شرح الزرقاني على مختصر خليل وحاشية البناني (1/66)، منح الجليل، لعليش (1/58) |
↑9 | فتح العزيز، للرافعي (6/27)، المجموع، للنووي (1/256) |
↑10 | شرح منتهى الإرادات، للبُهُوتي (1/433)، كشاف القناع، للبُهُوتي (2/238) |
↑11 | الراوي: عرفجة بن أسعد، الألباني في صحيح أبي داود، الصفحة أو الرقم : 4232، حكم المحدث : حسن |
تعليق واحد