الصوم من الشعائر الدينية وهو أيضًا وسيلة فعّالة لفقد الوزن ولكن هل تصلح حمية الصوم المتقطع لمرضى السكر ؟ يقترح خبراء التغذية حمية الصوم المتقطع للكثير من مرضى السمنة حيث يسمح لهم بتناول أغذية صحيّة لفترة محدودة في اليوم من أجل تقليل ما يصل لأجسامهم من سعرات حرارية على مدار اليوم، ولتنشيط عملية الأيض، ولكن هل هو صالح للجميع؟
جدول المحتويات
ما هي حمية الصوم المتقطع؟
حمية الصوم المتقطع هي نظام غذائي يتم إجراءه بعدة طرق عن طريق الامتناع عن تناول الطعام لفترة زمنية يومية أو إسبوعية وتناول الطعام بالطريقة التقليدية بقية الوقت، ووجدت بعض الدراسات أن لهذه الحمية فوائد متعددة وخاصة لمرضى السكر من النوع الثاني، ومنها فقد الوزن والتخلص من مشكلات السمنة ومقاومة الخلايا للإنسولين واضطرابات الأيض.
إلا أن حمية الصوم المتقطع يمكنها أن تؤثر على اتزان مستويات السكر في الدم فيصاب مريض السكر بنقص السكر في أوقات الصيام، أو بارتفاع مفاجئ في سكر الدم بعد الإفطار، ويمكن أن يسبب ذلك الكثير من المخاطر على مريض السكر.
اقرأ أيضًا: حمية الصوم المتقطع
هل تصلح حمية الصوم المتقطع لمرضى السكر ؟
يمكن أن تشكل حمية الصوم المتقطع بعض الخطورة على مرضى السكر من النوع الثاني، فإذا كان المريض يتم علاجه بواسطة الإنسولين، ومارس حمية الصوم المتقطع سيقل بشكل مفاجئ مقدار ما يتناوله من طعام وينخفض السكر في الدم بدرجة قد تكون خطيرة فيما يعرف باسم (هيبوجليسيميا) ومن الأعراض الشائعة في هذه الحالة:
- الشعور بالغثيان.
- الارتباك.
- التهيّج والعصبية.
- تسارع نبضات القلب.
- التعرّق.
- القشعريرة.
- الدوار.
- الشعور بالرغبة في النوم.
- انخفاض الطاقة.
- اضطراب الرؤية.
وعلى الجانب الأخر يمكن أن تسبب حمية الصوم المتقطع لمريض السكر ارتفاع مفاجئ في مستويات السكر في الدم فيما يعرف باسم (هايبرجليسيميا) وهي مشكلة صحية تظهر لدى مرضى السكر عندما يفرطون في تناول الطعام زيادة عن المعتاد، وهو أمر يمكن التعرض له عند تناول الطعام بعد فترة من الصيام حيث يكون الشعور بالجوع على أشدّه، ومن أعراض هذه الحالة الأكثر شيوعًا:
- تلف في الأعصاب.
- مشكلات في الرؤية.
- أمراض الكلى.
- أمراض القلب.
- جلطة.
- ارتفاع ضغط الدم.
لذلك وقبل أن يشرع مريض السكر في الصوم عليه أن يستشير طبيبه ويتأكد من كل ما يجب عليه فعله خلال الصوم، وكذلك الحال عند التزامه بأي نوع أخر من الحمية الغذائية.
اقرأ أيضًا: حمية زون
هل يمكن لحمية الصوم المتقطع أن تعالج مرض السكر من النوع الثاني؟
يمكن في بعض الحالات لمريض السكر أن يستخدم حمية الصوم المتقطع في علاج مرضه والتوقف عن تناول أدوية السكر تحت متابعة طبية دقيقة، وكذلك التخلص من الوزن الزائد.
دراسة توضح هل تصلح حمية الصوم المتقطع لمرضى السكر ؟
في دراسة أجريت عام 2018 على مجموعة من الأشخاص الذين يعانون من مرض السكر ونفذوا حمية الصوم المتقطع ثلاثة مرات إسبوعيًا، وكان هؤلاء يعالجون بالإنسولين.
بعد أشهر قليلة من ممارسة الحمية أصبح هؤلاء لا يحتاجون للإنسولين كما تحسن لديهم مؤشر كتلة الجسم وقلّ محيط الخصر، وتحسنت مستويات الهيموجلوبين السكري، وكل ذلك خلال عدة شهور من ممارسة الحمية، وخلال تلك الفترة فقد هؤلاء حوالي 10% من أوزانهم.
ما هي أنواع حمية الصوم المتقطع؟
بعد أن عرفنا هل تصلح حمية الصوم المتقطع لمرضى السكر ؟ نتعرّف معًا على الأساليب المختلفة لممارسة هذه الحمية ويمكن لمن يريد ممارستها من مرضى السكر استشارة طبيبهم في أنسب هذه الأساليب لحالتهم، ون أكثر هذه الأساليب شيوعًا:
- صيام 8/16 ساعة يوميًا: وفي هذا النوع يتوقف الشخص عن الطعام 16 ساعة يوميًا وله أن يختار الوقت الذي يناسبه للصوم،كأن يكون من السادسة مساءًا وحتى العاشرة صباحًا، ثم يتناول غذاءه بشكل تقليدي بقيّة اليوم.
- صيام 2/5 إسبوعيًا: أي صوم يومين كاملين كل إسبوع على أن لا يكونا يومين متعاقبين، ويسمح لك بتناول المشروبات الخالية من السكر خلال أوقات الصوم، واستهلاك ما مقداره 500 سعر فقط من الغذاء خلال يومي الصيام.
- الصيام والإفطار المتبادل: ويمكنك في هذه الحالة صيام يوم وإفطار يوم.
- التغذية النهارية: وفي هذه الحالة تحصر أوقات إفطارك في الصباح والظهيرة ثم تصوم بقية اليوم.
فوائد حمية الصوم المتقطع لمرضى السكر
إذا مارست الحمية بالشكل الصحيح يمكن أن تحقق لك حمية الصوم المتقطع الكثير من الفوائد العلاجية فهي حمية تؤدي لفقد الوزن، وتسمح لك بالتخلّي عن بعض الأدوية الخاصة بعلاج السكر، على أن يكون كل ذلك تحت إشراف طبي لتجنّب المضاعفات.
والكثير من الدراسات أشارت إلى توقف مرضى السكر الذين يعالجون بالإنسولين عن تناوله بعد اختفاء الحاجة إليه نتيجة ممارستهم حمية الصوم المتقطع، ومن الفوائد الأخرى لهذه الحمية:
- تحسين حساسية الخلايا للإنسولين.
- تقليل مستويات ضغط الدم المرتفعة.
- تقليل الشوارد الحرّة التي تسبب تلف الخلايا.
- تقلل الشهية.
- تحفيز عملية أيض وحرق الدهون.
نصائح لمريض السكر عند ممارسة حمية الصوم المتقطع
بعد معرفة الإجابة عن سؤال المقال هل تصلح حمية الصوم المتقطع لمرضى السكر ؟ إذا كنت ترغب في تنفيذ هذه الحمية عليك أن تتبع الخطوات التالية:
- تحدث إلى طبيبك: من أجل تعديل الأدوية والعلاجات التي تتناولها لتناسب نمط التغذية الجديد، وخاصة إذا كنت تعالج بهرمون الإنسولين، ويمكن للطبيب أن يستبدل لك هذا العلاج بعلاج أخر مناسب.
- تابع باستمرار مستويات السكر في الدم: يمكن للاستمرار في متابعة حمية الصوم المتقطع أن يسبب انخفاض في مستويات السكر في الدم، لذا عليك أن تجري تحليل السكر بصورة دورية.
- تابع الأعراض التي تظهر عليك خلال الحمية للتوقف عنها عند اللزوم: عندما تعاني من انخفاض السكر في الدم ستتغير حالتك المزاجية وتعاني من العصبية والتهيّج والقلق وصعوبة التعامل مع الضغوط اليومية.
- تابع مستويات الطاقة لديك: يمكن أن يجعلك الصيام متعبًا وغير قادر على ممارسة بعض المهام التي تحتاج منك للتركيز مثل التعامل مع الآلات وقيادة السيارات.
- حاول ضبط مستويات الكربوهيدرات في غذائك اليومي: عليك أن تتناول الكربوهيدرات الصحيّة الغنية بالألياف والتي لا يمكنها رفع مستويات سكر الدم بشكل مفاجئ حتى لا تصاب بارتفاع مستويات سكر الدم لمعدلات خطيرة.
اقرأ أيضًا: اسباب البدانة ومخاطرها
ملاحظات على حمية الصوم المتقطع
حمية الصوم المتقطع وسيلة فعّالة لفقد الوزن وعلاج السمنة، ويمكنها أيضًا أن تكون وسيلة جيدة لتنظيم سكر الدم لدى من يعانون من مرض السكر من النوع الثاني، إذا ما اتبعوا الإرشادات الصحيّة السليمة.
الكثير من الدراسات أظهرت قدرة حمية الصوم المتقطع على تحسين مستويات سكر الدم لدى مرضى السكر من النوع الثاني وساعدتهم على التخلّي عن الإنسولين.
يجب الحذر أثناء ممارسة حمية الصوم المتقطع حتى لا يصاب مريض السكر بارتفاع مفاجئ في سكر الدم أو انخفاض مفاجيء يمكن أن يسبب أيِ منهما ضررًا كبيرًا وخطورة شديدة على صحته.
المتابعة مع الطبيب ومقدمي الرعاية الصحيّة ضرورة في حالة اتباع مريض السكر حمية الصوم المتقطع.