بيع المصحف للكافر أصبح أمراً يسهل وقوع الإنسان فيه بسبب اتساع رقعة ووسائل التجارة وتطورها، فهل يجوز ذلك؟ وماذا يقول فيه الشرع الحنيف؟
لنتابع الأجوبة…
جدول المحتويات
حكم بيع المصحف للكافر
لا يجوز بيع المصحف للكافر، وذلك بإجماع العلماء واتفاق المذاهب الفقهية.
تفصيل بيع المصحف للكفار
رأينا في مقال سابق تفصيل حكم بيع المصاحف والاتجار فيها، ورأينا اختلاف العلماء في ذلك وأن الراجع هو جواز البيع مع الكراهة، فماذا عن بيعها لغير المسلم (أي للكافر)؟
بإجماع أهل العلم، بيع المصحف للكافر حرامٌ شرعاً ولا يجوز. وهو مذهب الشافعية[1]النووي، منهاج الطالبين، الصفحة 94، والحنابلة[2]الفروع، لابن مفلح (6/139)، كشاف القناع، للبهوتي (3/155) ، والمالِكية[3]مواهب الجليل، للحطَّاب(6/49)، شرح الزرقاني على مختصر خليل، (5/20، 21) .
اقرأ أيضاً: حكم مس المصحف دون وضوء.
قال الإمام النّووي:
“الخلافُ إنما هو في صِحَّةِ البَيعِ، ولا خِلافَ أنَّه حَرامٌ” [4]النووي، المجموع، (9/355)
وقال الإمام العراقي:
“يُستنبَطُ منه مَنْعُ بَيعِ المُصحَفِ من الكافِرِ لوُجودِ المعنى فيه، وهو تمكُّنُه من الاستهانةِ به، ولا خلافَ في تحريمِ ذلك” [5]العراقي، طرح التثريب، (7/218)
وقال الإمام ابن حَجَر:
” لا خِلافَ في تحريمِ ذلك، وإنما وقع الاختلافُ هل يصِحُّ لو وقع، ويؤمَرُ بإزالةِ مِلْكِه عنه أم لا” [6]ابن حجر، فتح الباري، (6/134)
وقال الإمام الحطَّاب:
” أمَّا المسلِمُ والمُصحَفُ فلا يصِحُّ تقرُّرُ مِلكِ الكافِرِ عليهما، فلا يجوزُ بَيْعُهما منه بلا خِلافٍ” [7]الحطاب، مواهب الجليل، (4/253)
طالع أيضاً: حكم قراءة القرآن للحائض.
الأدلة في بيع المصحف للكافر
يستند علماء الإسلام في القول ببيع المصحف للكافر، إلى مجموعة من الأدلة الشرعية، ومنها الحديث النبوي الشريف الذي جاء فيه عن نافِع عن عَبد الله بن عُمر رضوان الله عليهما:
” أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نَهى أن يُسافَرَ بالقُرآنِ إلى أرضِ العَدُوٍّ زادَ مُسْلِمٌ مِن رِوايةِ اللَّيثِ وغَيرِه: (مَخافةَ أن يَنالَهُ العَدُوُّ)” [8]الراوي: عبدالله بن عمر، المحدث: العيني، المصدر: عمدة القاري، الصفحة أو الرقم : 14/337،خلاصة حكم المحدث: صح أن هذه … Continue reading
ويقول الفقهاء أنه إذا جاء النهي عن أخذه إلى أرض الكفار كي لا يحصلوا عليه فالبيع أولى بالنهي! [9]المبدع، لبرهان الدين ابن مفلح (3/351)، طرح التثريب، للعراقي (7/218)، فتح الباري، لابن حجر (6/133)
والله تعالى أعلى وأعلم.
اقرأ أيضاً: قراءة القرآن من الجوال في الصلاة.
ـــ ولمتابعة صفحتنا الرسمية عبر فايسبوك: اضغط هنا ــــ
دين – مرجعي:
المصادر
↑1 | النووي، منهاج الطالبين، الصفحة 94 |
---|---|
↑2 | الفروع، لابن مفلح (6/139)، كشاف القناع، للبهوتي (3/155) |
↑3 | مواهب الجليل، للحطَّاب(6/49)، شرح الزرقاني على مختصر خليل، (5/20، 21) |
↑4 | النووي، المجموع، (9/355) |
↑5 | العراقي، طرح التثريب، (7/218) |
↑6 | ابن حجر، فتح الباري، (6/134) |
↑7 | الحطاب، مواهب الجليل، (4/253) |
↑8 | الراوي: عبدالله بن عمر، المحدث: العيني، المصدر: عمدة القاري، الصفحة أو الرقم : 14/337،خلاصة حكم المحدث: صح أن هذه الزيادة [مخافة أن يناله العدو] مرفوعة وليست بمدرجة |
↑9 | المبدع، لبرهان الدين ابن مفلح (3/351)، طرح التثريب، للعراقي (7/218)، فتح الباري، لابن حجر (6/133) |