السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، الإسلام شرع العبادات ووضع أحكاماً لكافة أمور المسلم، وقد وضع قواعد وممنوعات، ومن الممنوعات هناك الخمر، لكن ما مدى صحة الأقوال التي ترى بأن شرب الخمر ليس حراما؟ …. فلنتابع..

ما حكم تقبيل المصحف ؟

ما حكم التمائم في الاسلام؟

 حكم شرب الخمر

شرب الخمر حرامٌ بنص القرآن والحديث، وشاربه آثِــم إثماً كبيراً.    

تفصيل حكم شرب الخمر

بإجماع أهل العلم، شرب الخمر حرام^[1]ابن باز، حكم شرب الخمر، الموقع الرسمي لفضيلة الإمام ابن بازوهو كبيرة من الكبائر، حيث أن الخمر هو ام الكبائر^[2]شمس الدين الذهبي، الكبائر، الصفحة 81، (بتصرّف) ، وقد جاء تحريمه على مراحل.

وفي أدلة تحريم شرب الخمر، قول الله تعالى: (يَا أَيهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنمَا الْخمْرُ وَالْميْسِرُ وَالْأنصَابُ وَالْأزْلَام رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)^[3]سورة المائدة، الآية:90)والاجتناب هنا بمعنى التحريم.

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: “لعنَ اللهُ الخمرَ، و شاربَها، و ساقيَها، وبائعَها، ومبتاعَها، وعاصرَها، ومُعْتصرَها، وحاملَها، والمحمولةَ إليهِ، وآكلَ ثمنِها”^[4]الراوي: السيوطي ، في الجامع الصغير، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:7235، ومنه نفهم درجة حرمانية الخمر.

هل السواك يفطر ؟

حكم الحلف بغير الله 

تحريم شرب الخمر

لقد كان الخمر في عصر الجاهلية عادةً ومشروباً يُكثِر من شربه الناس، وتيسيراً على الناس، حرّم الله الخمر بالتدريج كالتالي^[5]شمس الدين القرطبي، تفسير القرطبي، الصفحة 285-287 (بتصرّف) :

المقارنة بين أضراره ومنافعه: وفيه تم المقارنة بين منافع ومساوئ الخمر وتبيان ان أضراره أكثر من منافعه: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ و الْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ و مَنَافِعُ لِلنَّاسِ و إِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا)^[6]سورة البقرة، الآية:219 .

الأمر بتجنب شرب الخمر عند الصلاة: يقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ و أَنتُمْ سُكَارَىٰ حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ)^[7]سورة النساء، الآية:43.

التركيز على آثاره السلبية: فالخمر يسبب العداوة بين الناس ويلهي عن العبادات، يقول تعالى: (إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ و الْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ و الْمَيْسِرِ و يَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّـهِ و عَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ)^[8]سورة المائدة، الآية:91.

التحريم النهائي: يقول الله عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ و الْمَيْسِرُ و الْأَنصَابُ و الْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)^[9]سورة المائدة، الآية:90 والاجتناب في هذه الآية بمعنى التحريم.

حد وعقوبة شارب الخمر

باتّفاق المذاهب الفقهية، عقوبة شارب الخمر هي الجلد، واستدلّوا في تبني هذا القول على عدد من الأدلة والأحاديث النبوية الشريفة^[10]يوسف محمود ومصطفى نجيب، فقه العقوبات، الصفحة 160-161، (بتصرّف) :

فقد جاء في صحيح البخاري أنه: “اتى النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه و سلَّمَ برَجُلٍ قدْ شَرِبَ الخمر، قَالَ: اضْرِبُوهُ، قَالَ أبو هُرَيْرَةَ: فَمِنَّا الضَّارِبُ بيَدِهِ، و الضَّارِبُ بنَعْلِهِ، و الضَّارِبُ بثَوْبِهِ” ^[11]الراوي: البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:6777، حكم المحدث: صحيح.

وعن عقبة بن الحارث: أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه و سلَّمَ أتى بنُعَيْمَانَ، أو بابن نُعَيْمَانَ، و هو سَكران، فَشَقّ عليه، و أَمَرَ مَن في البَيْتِ أنْ يَضْرِبُوهُ، فَضَرَبُوهُ بالجَرِيدِ و النِّعَالِ، و كُنْتُ فِيمَن ضَرَبَهُ”^[12]الراوي: البخاري، في صحيح البخاري، عن عقبة بن الحارث، الصفحة أو الرقم:6775، حكم المحدث: صحيح

حكم الإغماء في نهار رمضان  

يجوز الصيام دون نية؟

حكم صلاة شارب الخمر

بعد أن فصّلنا في حكم شرب الخمر في الإسلام، سنتساءل ماذا عن العبادات التي يقوم بها شارب الخمر، كالصلاة مثلا هل تقبل؟

يتفق علماء الأمة على أنّ شارب الخمر لا تقبل صلاته أربعين يوماً^[13]دار الإفتاء الاردنية، هل يصح حديث في عدم قبول صلاة شارب الخمر أربعين يوما؟، رقم الفتوى: 494، ويقول ابن باز في توضيحه لهذا القول، أنّ: “لا تُقبل” يعني أنه يفوته ثوابها وجزاؤها، تماماً مثل من أتى عَرّافًا فسأله عن شيء ما لم تُقبل له صلاة أربعين يوما، والقصد فيها أنه يصلي ولكن لا ينال ثواب هذه الصلاة. أما إذا ترك الصلاة كُلّـيـةً فقد كَفَر^[14]ابن باز، فتاوى الدروس، ما معنى عدم قبول صلاة شارب الخمر؟، الموقع الرسمي لفضيلة الإمام ابن باز.

ما حكم صيام يوم الشك؟

 حكم الجماع في نهار رمضان 

عن: دين – مرجعي:

في الحياة اليومية العامة، تعترض المسلم مجموعة من الأسئلة والتساؤلات حول بعض القضايا الشائكة التي ترتبط ارتباطا وثيقا مع دينه ومعتقده وهو الإسلام. ولا ضير أو حتى لا بد من استثمار التكنولوجيا والتقدم التقني والعلمي لنشر الدين وزيادة توعية الناس في أمور ومسائل دينهم، خصوصا مع كثيرة الأقوال والاستفسارات التي يطرحها الناس عادةً.

ومن هنا انبثقت فكرة هذا القسم (قسم دين-مرجعي) لِــ يَكون إن شاء لله تعالى المرجع الكامل والشافي لكل مسلمة ومسلم في أمور دينهم.

وبمنتهى الأمانة والاجتهاد يتم كتابة مواضيع هذا القسم. وذلك بعد البحث والتأكد ومراجعة المصادر أولاً بأول. وذلك لتفادي أي خطأ قد ينعكس سلباً على دين الشخص وطريقة عباداته.

في هذا القسم عزيزي المسلم عزيزتي المسلمة ستجد مختلف الأقوال التي ترِد في القضايا الدينية، بحيث سنحاول قدر الإمكان الاستماع لكل المذاهب في أطروحاتهم وأجوبتهم وفتاواهم، دون أي تعليقات أو تعقيبات أو اجتهادات شخصية.

وأي توفيق أناله فهو من الله وأي تقصير فهو مني، وسبحان من لا يخطئ ولا يغفو.

ونسأل الله أن يبارك هذا العمل وينفع به الأمة، ويصلح الجميع وييسّر الأمور ويرزقنا من فضله وينعم علينا بالعلم ويديم علينا نعمة الإسلام وكفى بها نعمة، ولا حول ولا قوة إلا بالله، والحمد لله رب العالمين. (موقع مرجعي)